ثانيها: هو الليل، ثالثها: هو الرحم، رابعها: هو الدم، لأنهم كانوا يغمسون أيديهم فيه إذا تحالفوا.
حكي هذه الأقوال الأربعة يعقوب. خامسها: هو حلمة الثدي، سادسها: هو زق الخمر،
سابعها: هو دماء الذبائح إلي تذبح للأصنام، وجعله أسحم لأن الدم إذا يبس اسود. وأبعد هذه الأقوال قول من قال: إنه الرماد، لأنه لا يوصف بأسحم ولا داج، وإنما يوصف بأنه أورق. انتهى. وقال الأزهري في"التهذيب": قال أبو زيد: أراد بأسحم داج: الليل، وقال الليث: أراد سواد حلمة الثدي، وقيل زق لخمر. انتهى. وقال الحريري في"درة الغواص": عني بالأسحم الداجي: ظلمة
الرحم المشار إليها في قوله تعالى:{يَخْلُقُكُمْ في بطوُنِ أمّهاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ في ظُلُماتٍ ثَلاثٍ}
[الزمر/٦] وقيل: بل عني به الليل، وعلى كلا هذين التفسيرين فمعنى تقاسما فيهما، أى: تحالفا،
وقد قيل: إن المراد بلفظة"تقاسما": اقتسما، وأن المراد بالأسحم الداجي: الدم، وقيل: اللبن،
لاعتراض السمرة فيه، وبالداجي: الدائم انتهى. ولا وجه لتفسير تقاسما باقتسما على تفسير الأسحم
بأحد المعنيين الأخيرين، وكيف يصح تفسير الداجي بالدائم، مع أنه من الدجية، وهو الظلام!