للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من مقرورين، وعلى جعله صفة له، ورضيع هنا بمعنى مراضع. قال الرضي: وأما الفعيل بمعنى الفاعل

كالجليس، فليس للمبالغة، فلا يعمل اتفاقًا، فإضافة رضيعي إلي لبان ليس من الإضافة إلي المفعول به المسرح، بل إلي المقيد على التوسع بحذف حرف الجر، لأنه يقال: رضيعه بلبان أمه، فحذف الباء،

فانتصب لبان، وأضيف إليه الوصف. وثدي بالجر: بدل من لبان، وعلى رواية النصب بدل أيضًا،

لكن بتقدير مضاف مجرور فيهما، أي: لبان ثدي، فلما حذف المضاف انتصب، أو هو منصوب بنزع الخافض، أي: من ثدي أمّ، ولا يجوز الإبدال على محل لبان، لأن شرطه كالعطف على المحل،

إمكان ظهور ذلك المحل في الفصيح، والأجود أن يكون رضيع بمعنى راضع، وتكون المشاركة

من التثنية، فيكون رضيعي مضافًا إلي مفعوله، لأنه ماض، واسم الفاعل الماضي تجب إضافته

إلي ما يجيء بعده، مما يكون في المعنى مفعولاً، فيكون ثدي أمٍّ بدلاً من لبان، بتقدير مضاف مجرور، أي: رضيعي لبان، لبان ثدي أمّ، أو يكون بدلاً من لبان على المحل، على قول من لا يشترط المحرز الطالب لذلك المحل. وقال الأندلسي: رضيع هنا للمبالغة، وعليه يكون عاملاً عما فعله.

واللبان بالكسر: لبن المرأة خاصة، واللبن عام يشمل لبنها ولبن غيرها. وقد أخذ هذا المعنى الكميت، وأوضحه في مدح مخلد بن يزيد فقال:

ترى النَّدى ومخلدا حليفين ... كانا معًا في مهده رضيعين

تنازعا فيه لبان الثَّديين ... . . . . . . . . . . . . .

وفيه لطف مبالغة، لجعلهما أخوين من جنس واحد. وتقاسما: تفاعلا، القسم، أي: أقسم كل منهما لا يفارق أحدهما الآخر. وروي: "تحالفا" وهو بمعناه. والباء في قوله: بأسحم، داخله على المقسم به، واختلف في معناه،

<<  <  ج: ص:  >  >>