ومراد المصنف أن عوض الواقع في بيت الأعشي اسم صنم عند ابن الكلبي، وهو مقسم به، كما بينه ابن السيد وغيره، فلا يتأتى ما تكلفه الدمامينى بقوله: يمكن أن يصحح كلام ابن الكلبي بأن يكون معنى قوله: إن عوض قسم، أنه ساد مد القسم، فأطلق عليه أنه قسم بهذا الاعتبار، وبناؤه حينئذ متجه، لأنه ظرف مقطوع عن الإضافة، وتقديمه على عامله لغرض جعله قائمًا مقام الجملة القسمية،
فإن قلت: قوله: وهو اسم صنم يأبى ذلك. قلت: هو عائد على عوض، لا باعتبار كونه ظرفًا سد مد القسم بل باعتبار لفظه فقط، فيكون من باب الاستخدام. هذا كلامه.
والبيت من قصيدة للأعشى، مدح بها المحلق العامري، وقبله:
لعمري لقد لاحت عيونٌ كثيرةٌ ... إلي ضوء نارٍ في يفاعٍ تحرَّق
تشبُّ لمقرورين يصطليانها ... وبات على النّار النَّدى والمحلَّق
رضيعي لبان ثدي أمٍّ تقاسما ... البيت
وقد تقدم شرح البيتين مفصلاً في الإنشاد التاسع والثلاثين بعد المائة. وقوله: رضيعي لبان،
منصوب على المدح، وجوز ابن السيد واللخمي أن يكون حالً من الندى والمحلق، ويكون قوله: على النار، خبر بات والعكس، وأن يكونا خبرين. أقول: أما الأول، ففيه مع ضعف مجيء الحال
من المبتدأ المنسوخ، فساد المعنى، لأنه يقتضي أن يكونا غير رضيعين في غير بيانهما على النار،
وجودة المعنى تقتضى أنهما رضيعان مذ ولد. وأما الأخيران ففيهما قبح التضمين الذي هو من عيوب الشعر، وهذا يرد أيضًا على الحالية وعلى جعله بدلاً