للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدليل علي أنها منصوبة: أنك إذا عنيت نفسك، كانت علامتك: "ني" قال عمران بن حطان:

ولي نفسٌ أقول لها إذا ما ... تنازعني لعلّي أو عساني

فلو كانت الكاف مجرورة لقال: عساي، وكنهم جعلوها بمنزلة لعل في هذا الموضع، فهذان الحرفان لهما في الإضمار هذا الحال، كما كان ل"لدن" حالٌ مع "غدوة" ليست مع غيرها، وكما أن "لات" إذا لم تعملها في الأحيان، لم تعملها فيما سواها، فهي معها بمنزلة ليس، فإذا جاوزتها ليس لها عمل. إلي هنا كلام سيبويه. قال شارحه السيرافي: وأما عساك وعساني: ففيها ثلاثة أقاويل:

أحدها: قول سيبويه، وهو أن "عسي" حرف بمنزلة لعل، ينصب بعدها الاسم، والخبر مرفوع بالتقدير، وإن كان محذوفاً، كما أن علك في قولك: "علك أو عساكا" خبره محذوف مرفوع، والكاف اسمها وهي منصوبة، واستدل علي نصب الكاف في عساك بقول عمران بن حطان، والنون والياء فيما آخره ألف لا يكون إلا للنصب.

والقول الثاني: قول الأخفش: أن الكاف والنون والياء في موضع رفع، وحجته أن لفظ النصب استعير للرفع في هذا الموضع، كما استعير له لفظ الجر في لولاي ولولاك.

والقول الثالث: قول أبي العباس المبرد: أن الكاف والنون والياء في عساك وعساني في موضع نصب ب"عسي" وأن اسمها مضمر فيها مرفوع، وجعله كقولهم:

<<  <  ج: ص:  >  >>