للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"عسى الغوير أبؤسًا" وحكى عنه أيضًا أنه قدم فيها الخبر لأنه فعل، وحذف الفاعل لعلم المخاطب، كما قالوا: ليس إلا، و"ليس" فعل صحيح لا يدخله الاختلاف. انتهى كلامه.

ولم يتكلم أبو علي فيما كتبه على كتاب سيبويه هنا، وقد بسط الكلام عليه في"إيضاح الشعر" وقد نقلنا كلامه في الشاهد الثامن والتسعين بعد الثلاثمائة من شواهد الرضي وفي البيت شاهدان آخران أيضًا، أحدهما ما ذكره سيبويه من أن فيه تنوين الترنم، قال: وأما ناس كثير من بني تميم فإنهم يبدلون مكان المدة النون

فيما ينوّن وفيما لا ينوّن، لمّا لم يريدوا الترّنم أبدلوا مكان المدة نونًا، ولفظوا بتمام البناء، وما هو منه،

كما فعل أهل الحجاز ذلك بحروف المد، سمعناهم يقولون للعجاج:

يا أبتا علَّك أو عساكن

انتهى. ثانيهما ما ذكره"شارح اللباب" من أن في"يا أبتا" الجمع بين عوضين، قال: التاء عوض من ياء المتكلم، وإنما جاز الألف دون ياء المتكلم، لأن التاء عوض عن ياء المتكلم، فيمتنع الجمع بين العوض والمعوّض، بخلاف الألف، فإن غايته أن يذكر عوضان، وهو غير ممتنع. انتهى. وزعم بعضهم أن فيه الجمع

بين العوض والمعوض مع قوله: إن الألف والتاء في أبتا عوضان من ياء المتكلم.

وقد خطأ أبو محمد الأعرابي رواية يا أبتا، وقال: إنما الرواية: "تأَّنيًا" وهو ضد عجلة. قال بن السيرافي في "شرح شواهد سيبويه": قال رؤية:

<<  <  ج: ص:  >  >>