للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشد هذه الأبيات أبو حيان في"تذكرته". كأس: اسم امرأة، وذرى: جمع ذروة-بالكسر- وهي أعلى الشيء، وطوال بضم الطاء: بمعنى الطويل، وساق حر: ذكر القمري، وقوله: فاستجيب بالبناء للمفعول، ومولهة: حال من ضمير دعت، وهي الشديدة الحزن والجزع، وأراد بشريدها روحها الشارده. وقوله: سيملى، بالبناء للمفعول، وصرم بالفتح مصدر، وبالضم: الاسم من صرمه صرمًا-من باب ضرب- إذا قطعه، ويبيدها: مضارع أباده، أي: أتلفه، وقوله: وليل بدت، الواو: واو رب، وبدت: ظهرت، والسنا، بالقصر: الضوء، واستبان: ظهر، وخمدت النار: سكن لهبها وبقي جمرها، يريد أنها توقد طول الليل، وذلك مدح عند العرب يدل على كرم صاحبها، وعلّها: لغة في لعلها، وتشكى: أصله تتشكى بتاءين من الشكوى، وهو الوجع والمرض، والحتف: الموت والهلاك.

قال صاحب"الأغاني": صخر بن الجعد الخضري: أحد بني جحاش بن سلمة ابن ثعلبة بن مالك بن طريف بن مالك بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر، وكان مالك بن طريف شديد الأدمة، وخرج ولده ليلة فقيل لهم: الخضر، والعرب تسمى الأسود الأخضر، وهو شاعر فصيح من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، وقد كان تعرض لابن ميادة لمّا انقضى ما بينه وبين الحكم الخضري من المهاجاة، ورام أن يهاجيه فترفع بم ميادة عنه، وكان صخر مغرمًا بكأس بنت بجير بن سعد بن كعب بن جندب ينسب بها، فلقيه أخوها وقّاص وكان شجاعًا، فقال له: يا صخر إنك نسبت بابنة بجير، ولعمري ما بها عنك مذهب، ولإ لنا عنك مرغب، فإن كانت لك بابنة عمك حاجة فهلمّ أزوجكها، وإن لم يكن لك فيها حاجة فلا أعلم ما عرضت لها ولا أسمعه منك، فو الله إنفعلت ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>