للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أن الهاء في"عله" لسكت، قال أبو حيان في"تذكرته": أنشد الكوفيون من قبول أبي ثروان:

يارب يوم لي. . الخ، قال أبو علي: هذا البيت مشكل، لا يكون هاء الضمير لأنه يقول من عله،

ولا تكون هاء السكت، لأنها إنما تلحق المبني الذي حركته لازمة، فلا تلحق ما أشبه المعرب، ولا

كان ما هي فيه متمكنًا في موضعٍ ما، فلا يقال: فبله ولا زيده ولا رجله، ولا خمسة عشره ولا ضربه، و"عل" من باب"قبل"، قال: وعندي فيه وجه لطيف وهو أن تكون هاء الضمير، وأصله: من عله، فكن آخر"عل" للضرورة، فعادت الهاء إلي ضمها فصار في التقدير: من عله، ثم نقلت حركة الهاء إلي اللام، كما قالوا: منه وعنه في: منه وعنه، فصار من عله، فضمة اللام هي ضمة هاء الضمير،

انتهى.

وأجاب ابن الخشاب، على ما نقله العيني، أن الهاء بدل من الواو، والأصل: عاو، فأبدلوا الواو هاء، كما أبدلوا في يا هناه، والأصل: يا هناو، لأنه فعال من هنوك، ومنه قولهم: عاملته مساناة ومسانهة،

فالهاء في مسانهة لامة واو، لقولهم: سنوات، انتهى.

وقول بن الملا فيه: إن الهاء إنما تبدل من حرف أصلي، والواو في"عاو" إنما حدثت من إشباع الضمة

سهو منه أو قصور، فإن الكلمة في الأصل ثلاثية معتلة اللام بالواو، وفيها لغات كثيرة.

قال ابن يعيش: اعلم أنهم يقولون: جئته من عل، ومعناه: من فوق، وفيه لغات: من علٍ؛ منقوص كشجٍ، ومن عالٍ كقاضٍ، ومن معالٍ، ومن علا بالقصر، ومن عل؛ بضم اللام، ومن عاو؛ مثلث الواو، فهذه

<<  <  ج: ص:  >  >>