وكان سبب هذا الشعر على ما في (الأغاني) عن أبي محلم أن أم الأضبط كانت عجيبة بنت دارم بن مالك بن حنظلة وخالته الطموح بنت دارم، فحاب بنو الطموح قومًا من بين سعد، فجعل الأضبط يدس إليهم الخيل والسلاح، ولا يصرح بنصرهم خوفًا من أن يتحزب قومه حزبين معه وعليه، وكان لما يشير عليهم بالرأي نقضوه وخالفوا عليه، وأروه مع ذلك أنهم على رأيه، فقال في ذلك هذه الأبيات. وروى المبرد في (الكامل): (ولا تهين الكريم) بدل الفقير، قال عند قول الشاعر:
وأكرم كريمًا إن أتاك لحاجة ... لعاقبة إنَّ العضاه يروَّح
يقول: الشجر يصيبه الندى في آخر الصيف، فينشأ له ورق، فيقول: لعلك تحتاج إلى هذا الكريم وقد قدر. ومثله:
ولا تهين الكريم علَّلك أن ... تركع يومًا والدَّهر قد رفعه
إذا خلَّةٌ نابت صديقك فاعتنيم ... مرَّمتها فالدَّهر بالنَّاس قلَّب
وبادر بمعروفٍ إذا كنت قادرًا ... زوال اقتدارٍ أو غنًى عنك يعقب
ومثل هذا كثير، وقال جعفر بن محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم: