للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انتهى. وطلَّاع: مبالغة طالع، يقال: طلعت الجبل طلوعًا، أي: علوته، يتعدى بنفسه وطلعت فيه: رقيته، قال ثعلب في "أماليه": من رفع "طلاع الثنايا" جعله مدحًا لابن، ومن خفضه جعله مدحًا لجلا، يعني أنه روي فيه الرفع والخفض، والجيد عندي الرفع. والثنايا: جمع ثنيَّة، قال المبرد في "الكامل" هي الطريق في الجبل، والطريف في الرّمل [يقال له: الخلُّ]، وإنما أراد [به] أنه جلد بطلع الثنايا في ارتفاعها وصعوبتها، قال دريد بن الصمَّة، يعني عبد الله أخاه:

كميشن الإزار خارجٌ نصف ساقه ... بعيدٌ من السَّوآت طلَّاع أنجد

والنجد: ما ارتفع من الأرض. وقال ابن قتيبة في "أبيات المعاني": قوله طلَّاع الثنايا، أي: يطلع على الثنايا، وهي ما علا من الأرض وغلظ، ومثله قولهم: طلَّاع أنجد انتهى. وأتعجب من العيني في تفسيره الثنية هنا بالسن المشهورة، وقوله: متى أضع العمامة، قال ابن الحاجب في "أماليه": المراد من وضع العمامة: إزالتها عن الرأس، إما لأن الذي يعرفه إنما رآه مكشوف الرأس في الحروب لكثرة مباشرته إياها، فإذا رآه بعمامة جهله، وإما لأن الذي عرفه إنما رآه لابسًا آلات الحرب وعلى رأسه البيئة لكثرة حروبه، فينحي عمامته ويلبس البيضة. هذا محصّله، والوجه هو الأول، وقد لحظه ضياء الدين موسى بن ملهم الكاتب، فأخذه ببعض تغيير، وضمنه في الرشيد عمر الغوّي، وكان به داء الثعلب، وهو من نوادر ما قيل في أقرع، وقال:

عجبت لمعشرٍ غلطو أو غضُّوا ... من الشَّيخ الرشيد وأنكروه

هو ابن جلا وطلَّاع الثَّنايا ... متى يضع العمامة تعرفوه

<<  <  ج: ص:  >  >>