للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما أحسن قول أبي العبَّاس اللخمي المالكي، وتوفي في سنة ثلاث وستمائة:

يسرُّ بالعيد أقوامٌ لهم سعةٌ ... من الثَّراء وأمَّا المقترون فلا

هل سرَّني وثيابي فيه قوم سبا ... أو راقني وعلى رأسي به ابن جلا

يعني بقوم سبأ قوله تعالى: {ومزَّقناهم كلَّ ممزقٍ} [سبأ/ ١٩]، وابن جلا: ما له عمامة، وقال ثعلب في "أماليه": والعمامة تلبس في الحروب وتوضع في السلم، وهذا خلاف الواقع وضد معنى البيت، وقال الكرماني شارح شواهد "الموشح": متى أضع العمامة، يحتمل معنيين بتقديرين، الأول: أن يقدر "على" فيكون التقدير: متى أضع العمامة على رأسي تعرفوني أني أهل للسيادة والإمارة، والثاني: أن يقدر "عن" أي: متى أضع العمامة عن رأسي تعرفوا شجاعتي بواسطة صلع رأسي، لأنه أحد مخايل الشجاعة. انتهى. ولم يتعرض العيني ولا السيوطي ولا العباسي في "معاهد التنصيص" لمعنى وضع العمامة في شروح شواهدهم.

والبيت مطلع قصيدة لسحيم بن وثيل الرياحي، وبعده:

وإنَّ مكاننا من حميريٍ ... مكان اللَّيث من وسط العرين

وإني لن يعود إليَّ قرني ... غداة الغبِّ إلَّا في قرين

بذي لبدٍ يصدُّ الرَّكب عنه ... ولا تؤتى قرينته لحين

عذرت الزل إن هي خاطرتني ... فما بالي وبال ابني لبسون

وماذا يبتغي الشُّعراء مني ... وقد جاوزت حدَّ الأربعين

أخو خمسين مجتمعٌ أشدِّي ... ونجَّذني مداورة الشُّؤون

وسببه أنَّ الأبيرد الرياحي وابن عمه الأخوص زعما أنه لا يقدر على مجاراته

<<  <  ج: ص:  >  >>