وهو آخر أبيات ستة، قيل: إنها لعبد الله بن رواحة، وقيل: لكعب بن مالك وهي:
وعدنا أبا سفيان بدرًا فلم نجد ... لميعاده صدقًا وما كان وافيا
فأقسم لو وافيتنا فلقيتنا ... لأبت ذميمًا وافتقدت المواليا
تركنا به أوصال عتبة وابنه ... وعمرًا أبا جهلٍ تركناه ثاويا
عصيتم رسول الله أفٍّ لدينكم ... وأمركم السَّيء الذي كان غاويا
فإني وإن عنَّفتموني لقائلٌ ... فدىً لرسول الله أهلي وماليا
أطعناه لم نعدله فينا بغيره ... ......... البيت
قال ابن هشام في "السيرة" والكلاعي في "سيرته" أيضًا واللفظ له: قال ابن إسحاق: فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، المدينة من غزوة ذات الرقاع، أقام بها بقية جمادى الأولى وجمادى الآخرة ورجبًا، ثم خرج في شعبان إلى بدر لميعاد أبي سفيان حتى نزله، فأقام عليه ثماني ليالٍ ينتظره، وخرج أبو سفيان في أهل مكة، ثم بدا له في الرجوع، فقال: يا معشر قريش إنه لا يصلحكم إلَّا عام خصيب، فإنَّ عامكم هذا عام جدب فارجعوا، فرجع النَّاس، فقال عبد الله بن رواحة في ذلك، ويقال: إنها لكعب بن مالك:
وعدنا أبا سفيان بدرًا فلم نجد ..
إلى آخر الأبيات الذي ذكرناها. وقال ابن هشام: أنشدنيها أبو زيد لكعب بن مالك، وهذه غزوة بدر الآخرة في شعبان سنة أربع من الهجرة، ولم يكتب السهيلي في "الروض الأنف" على هذه الأبيات شيئًا، ووقع في رواية الكلاعي:"أطعنا ولم نعد له فينا بغيره" بواو العطف، وقال الشّامي في "سيرته" بعد هذه الأبيات: افتقدت: فقدت، والموالي هنا القرابة، والثاوي: المقيم، والسيء: أراد السَّيّئ، فخفف، كهين وميت. لم نعدله: لم نسوّه. انتهى. وعبد الله بن رواحة تقدمت ترجمته، في الإنشاد السابع والخمسين بعد المائة مع ترجمة كعب بن مالك.