للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا مرضت فهو يشفيني} [الشعراء/ ٧٩، ٨٠] إلى آخر الآية، وهذا كله صفة موصوف واحد، وهو القدّيم عزَّ اسمه، وقد تقصيت هذا في كتابي "المعرب" وهو تفسير قوافي أبي الحسن، فأمّا قول الله تعالى: {والعاديات ضبحًا، فالموريات قدحًا، فالمغيرات صبحًا} [العاديات/ ٣] فقد يمكن أن يكون ممَّا نحن فيه، وقد يمكن أن تكون العاديات غير الموريات، والمغيرات غيرهما، فيكون عطف موصوف على موصوف آخر حقيقة لا مجازًا، كقولك: مررت بالضَّاحك فالباكي، إذا مررت باثنين أحدهما ضاحك والآخر باكٍ. انتهى.

وأورده صاحب "الكشاف" مع قول الشّاعر:

إلى الملك القرم وابن الهمام ... وليث الكتيبة في المزدحم

عند قوله تعالى: {والَّذين يؤمنون بما أنزل إليك} [الآية/ ٤] من سورة البقرة في توسط العاطف بينه وبين قوله تعالى: {الَّذين يؤمنون بالغيب} فإنهما واحد، كما توسط بين الصّفات في البيتين وعطف الصّفات على الصِّفات كثير بناء على تغاير المفهومات، وإن كانت متحدة بالذّات. وقد يكون العطف بالواو كما في الآية، وقوله: إلى الملك القرم .. البيت، وقد يكون بالفاء كما تقدم بيانه، وما نقله المصنّف عن صاحب "الكشاف" مذكور في أوَّل سورة الصّافَّات. قال الفاضل اليمني، والقسمة الصحيحة تقتضي أربعة، لأنه كما جاز في الصفات الدلالة

<<  <  ج: ص:  >  >>