للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ترتيب في الوجود، كذلك يجوز في الموصوفات، كما تقول: حل المتمتع فالقارن فالمفرد.

والبيت أول أبيات ثلاثة لابن زيّابة التيميّ، أوردها أبو تمام في "الحماسة" وبعده:

والله لو لاقيته خاليًا ... لآب سيفانا مع الغالب

أنا ابن زيابة إن تدعني ... آتك والظنَّ على الكاذب

قال الجوهري: يا لهف [فلان]: كلمة يتحسَّر بها على ما فات. ولهف: منادى مضاف، أي: يا لهف أحضر، وزيّابة بفتح الزاي، وتشديد المثناة التحتية، وبعد الألف باء موحّدة: اسم أمّ الشاعر، ومثله قول النابغة:

يا لهف أمِّي بعد أسرة جعولٍ ... أن لا ألاقيهم ورهط عرار

قاله الخطيب التبريزي، واللام في "للحارث" للتَّعليل، أي: يا لهف أمي من أجل الحارث بن همام الشيباني، وقال المصنف: بمعنى على، قال التبريزي: معناه أنه لهّف أمّه أن لا يلحقه في بعض غاراته فيقتله أو يأسره. وقال النمري: وصفه بالفنك والظفر وحسن العاقبة. وردّ عليه الأسود أبو محمّد الأعرابي فقال: هذا موضع المثل: "أخطأت استك الحفرة" كيف يذكره بالفتك والظفر وهو أعدى عدوٍ له. وإنما المعنى أنه لهّف أمّه وهي زيّابة أن لا يلحقه في بعض غاراته فيقتله أو يأسره. انتهى. وعليه تكون تلك الصِّفات على طريق الاستهزاء، ومنه تعلم أنَّ في كلام المصنف خللًا من وجهين أحدهما: ظنُّه: أنّ زيابة اسم والده، وثانيهما: تقييد "صبح" بقوله: "قومي".

وقوله: والله لو لاقيته خاليًا .. الخ، يقول: لو لاقيته لقتلته أو قتلني، ورجع

<<  <  ج: ص:  >  >>