للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبتدأ، على أنَّ هذا لا يصح يصحّ مع قوله: إن "مخضت" جواب ربّ. وتبعه السّيوطي أيضًا، فقال: فذي حنق جواب الجزاء، والتقدير: إن أهلك فالأمر والشأن ربّ ذي حنق. انتهى.

والبيت من ثمانية أبيات لربيعة ابن مقروم الضبّي، أوردها أبو تمام في "الحماسة" وهي:

أخوك أخوك من يدنو وترجو ... مودَّته وإن دعي استجابا

إذا حاربت حارب من تعادي ... وزاد سلاحه منك اقترابا

وكنت إذا قريني جاذبته ... حبالي مات أو تبع الجذابا

فإن أهلك فذي حنقٍ لظاه ... عليَّ تكاد تلتهب التهابا

مخضت بدلوه حتى تحسَّى ... ذنوب الشَّرَّ ملأى أو قربا

بمثلي فاشهد النَّجوى وعالن ... بي الأعداء والقوم الغضابا

فإنَّ الموعدي يرون دوني ... أسود خفيَّة الغلب الرِّقابا

كأنَّ على سواعدهنَّ ورسًا ... علا لون الأشاجع أو خضابا

قال المرزوقي: أخوك مبتدأ، وكررّ تأكيدًا، ومن تدنو: خبره، والمعنى: مخالصك في الأخوَّة والود من يقرِّب مكانه منك، وتحسن شفقته عليك، وإن استغثت به لملمَّة، أغاثك. ويجوز أن يكون من يدنو أراد به قرب النّصح والشفقة، لا تقارب الدّار.

وقوله: إذا حاربت ... الخ، قال المرزوقي: يجوز أن يكون هذا متصلًا بما قبله، والضمير في حارب لأخوك، ومن تعادي: مفعول حاربت، والمعنى: إذا حاربت من تعادي حارب هذا المؤاخي [لك] معك، وزاد نصرته وعدَّته منك

<<  <  ج: ص:  >  >>