للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قربًا ما دمت محاربًا، ويجوز أن يكون منقطعًا مما قبله، ويكو مثلًا مضروبًا، فيقول: إذا كاشفت عدوك، بعثه ذلك على مكاشفتك، وازداد عدته من الكيد وغيره منك دنوًا، وإذا جاملته وداجيته بقي على ما ينطوي عليه مساترًا لا مجاهرًا.

وقوله: كنت إذا قريني ... الخ، يقول: إذا جاذبني قرين لي حبلًا بيني وبينه، فإمَّا أن ينقطع دون شأوي إلى الجذاب فيهلك، وإمَّا أن يتبع صاغرًا فينقاد.

وقوله: فإن أهلك ... الخ، هذا الكلام تسل عن العيش بعد قضاء حاجته، وإدراك ثأره، ولولا ما تسهل له من ذلك لكان لا يسهل عليه انقطاع العمر، ولو مات لمات بغصته، فيقول: إن أمت فربّ رجل ذي غيظ وغضب، تكاد نار عداوته تتوقد توقدًا، أن فعلت به كذا. ولظاه: مبتدأ، وجملة "تكاد تلتهب" خبره، وكلّ منهما مسند إلى ضمير مؤنث يعود إلى اللظى، فهما بالمثناة الفوقية، وجوز الشُّمسُّني بالمثناة التحتية مسندين إلى ضمير مذكر يعود يعود إلى اللظى، فهما بالمثناة الفوقية، وجوز الشُّمسُّني بالمثناة التحتية مسندين إلى ضمير مذكر يعود إلى اللظى، لاكتسابه التذكير من الضمير المضاف إليه، و"عليَّ" متعلق بتلتهب، وقيل بلظاه لما فيه من معنى الاشتداد والتوقد، وفيه نظر لأنَّ المعنى ليس عليه، واللظى: النَّار استعيرت للحنق، بفتح المهملة والنون، وهو الغيظ، وقيل: شدته، و"هلك" جاء من بابي ضرب وعلم.

وقوله: مخضت بدلوه ... الخ، هذا جواب ربّ، يقول: ربّ إنسان هكذا، أنا حركت بدلوه التي أدلاها في الأمر الذي خضنا فيه حتى ملأتها، وجعل الدّلو كناية عن السبب الذي جاذبه فيه، والطمع الذي جرأه عليه، قال: فتحسَّى دلو الشر مملوءة، أو قريبة من الامتلاء. وقراب: بكسر القاف وضمّها، والمعنى: جعلت شربه من الشرّ مرويًا، فكان المراد أنَّ هذا المعادي الممتلئ غيظًا لما ألقى دلوه يستقي بها الماء من بئري، ملأتها شرًا، وجعلته سقياه. والمخض بالخاء والضاد المعجمتين: تحريك الدّلو في البئر الدلو لتمتلئ، والذنوب بفتح الذال المعجمة: التي لها ذنب، وهي هنا مثل، يقول: جنيت عليه الشرّ حتى ملنَّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>