للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بطلٍ كأنَّ ثيابه في سرحةٍ ... يحذي نعال السِّبت ليس بتوأم

فطعنته بالرُّمح ثمَّ علوته ... بمهنَّدٍ صافي الحديدة مخذم

لمّا رآني قد نزلت أريده ... أبدى نواجذه لغير تبسُّم

عهدي به مدَّ النَّهار كأنَّما ... خضب البنان ورأسه بالعظلم

قوله: ومشك سابغة، بكسر الميم وفتح الشين المعجمة، قال الأعلم في "شرح الأشعار الستة": أراد: ربّ مشك درع سابغة، والمشك: التي شك بعضها في بعضٍ، والمشك: مسامير الدروع. والسابغة: الكاملة. وقال الخطيب التبريزي: مشك الدرع: حيث يجمع جيبها بسيرٍ، وكانت العرب تجعل سيرًا في جيب الدّرع يجمع جيبها، فإذا أراد أحد الفرار، جذب السَّير فقطعه، واتسع الجيب فألقاها عنه وهو يركض. وقيل الدرع التي شكَّ بعضها إلى بعض، وقيل: المشك: المسامير التي تكون في حلق الدِّرع، ومن جعل المشك الدرع يكون من إضافة الصفة إلى الموصوف، وتأويله عند البصريين: ومشك حديدة سابغة. وهتكت: جواب ربَّ، وكذلك على قول من جعله بمعنى السير والمسامير، لأنهما من الدرع فصير الإخبار عن الدرع، وهتكت فروجها، أي: شققتها وخرقتها، وفروجها: جيبها وكمّاها، واحدها فروج. وحامي الحقيقة، أي: يحمي ما يحق عليه أن يحميه، والمعلم: اسم فاعل من اعلم نفسه بعلامة، وهو الذي شهر نفسه بعلامة إدلالًا بشجاعته وإعلامًا بمكانه، وقال أبو جعفر: هو اسم مفعول، وكذلك "المسوّم" يقالان بالفتح، والسَّومة بالضمّ: العلامة، وقال الزوزني: المعلم بكسر اللاَّم: الذي أعلم نفسه بعلامة يعرف بها في الحرب، حتى تبرز له الأبطال، والمعلم بفتح اللاَّم، أي: الذي يشار إليه ويدل عليه بأنه فارس الكتبية، يقول: ربّ موضع انتظام درع واسعة شققت أوساطه بالسيف عن رجل حامٍ لما يجب عليه حفظه، شاهرٍ نفسه في حومة الحرب، يريد أنه هتك مثل هذه الدرع على مثل هذا الشجاع، فما الظّنّ بغيره!

<<  <  ج: ص:  >  >>