للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: ربذٍ يداه بالجرّ: صفة لحامي الحقيقة، وكذا: هتّاك، والربذ، بفتح الرّاء المهملة وكسر الموحدة: السريع، قال أبو جعفر والخطيب: لم يقل ربذة يداه، لأنَّ اليد مؤنثة، ووجهه أنَّ قوله "يداه" بدل من الضمير المستتر في ربذ العائد إلى حامي الحقيقة، كما تقول: ضربت زيدًا يده، ومذهب الفراء في هذا أنه يجوز أن يذكر المؤنث في الشعر إذا لم يكن فيه علامة التأنيث. والقداح: سهام الميسر، جمع قدح، بكسر القاف فيهما، أي: هو حاذق بالقمار والميسر، خفيف اليد بضرب القداح، وهذا كان مدحًا عند العرب في الجاهلية، وقوله: إذا شتا، يريد: إذا اشتدَّ الزمان، وكان أشد الزمان عندهم زمان الشتاء، وكان لاييسر فيه إلاَّ أهل الجود والكرم. وقوله: هتَّاك غايات التجار، جمع تجرٍ، وتجر جمع تاجر، كما جمع صاحب على صحب، وصحب جمع على صحاب، وأراد بهم تجار الخمر، والغايات: علامات تكون للخمارين، ويقال: هو يهتك رايات تجار الخمر، لأنه لا يترك شيئًا من الخمر إلاَّ اشتراه، وإذا فني ما عندهم رفعوا علاماتهم، وقيل: المعنى انه يعطيهم ما يطلبون في السوم بها، والملوّم: الذي يكثر اللوم عليه في تبذير ماله.

وقوله: بطل كأنَّ ثيابه ... الخ، بطل بالجرّ: صفة الحامي الحقيقة، ويجوز رفعه على تقدير: هو بطل، والبطل: الشجاع الذي تبطل عنده شجاعة غيره، والسرحة، بفتح السّين: واحدة السّرح، وهو الشجر العظيم العالي، يريد أنه طويل القامة كامل الجسم، فكأنَّ ثيابه على شجرة عالية، والعرب تمدح بالطول وتذم بالقصر، قال أثال بن عبدة بن الطويل.

<<  <  ج: ص:  >  >>