للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولمّا التقى الصَّفَّان واختلف القنا ... نهالًا وأسباب المنايا نهالها

تبيَّن لي أنَّ القماءة ذلَّةٌ ... وأنَّ أعزَّاء الرِّجال طوالها

وقال بعض بني العنبر:

فجاءت به عبل العظام كأنمَّا ... عمامته بين الرِّجال لواء

أشمُّ طويل السَّاعدين كأنَّما ... تناط إلى جذعٍ طويلٍ حمائله

وقوله: يحذي نعال السِّبت، يحذي: بالبناء للمفعول، ونائب الفاعل ضمير البطل، ونعال: مفعول ثانٍ له، أي: تجعل له النِّعال السِّبتية حذاء، بالكسر والمدّ، في "الصحاح": الحذاء: النَّعل، واحتذى: انتعل، وأحذيته نعلًا: إذا أعطيته نعلًا، والسِّبت بالكسر: الجلد المدبوغ بالقرظ ولم يتجرد من شعره، وقال أبو زيد: نعل سبتٌ، وهب من جلود البقر خاصة، وقال: السِّبت من جلود البقر خاصة مدبوغة، ولا يقال لغير جلود البقر سبت، يريد أنه من الملوك الَّذين يحتذون النَّعال السِّبتية الرقيقة الطيّبة الريح، وهم يمتدَّحون بجودة النِّعال، كما يمتدَّحون بجودة الملابس، قال النابغة:

رقاق النِّعال طيِّب حجزاتهم ... يحيَّون بالريَّحان يوم السَّباسب

أراد أنهم ملوك لا يخصفون نعالهم، إنما يخصفها من يمشي، وأراد برقة النِّعال أنها ليست بمطبقة، والحجزة: الوسط، أراد أنهم يشدون أزرهم على عفة، والسباسب: يوم الشعانين، وهو عيد. وقال النجاشي:

لا يأكل الكلب السَّروق نعالنا

<<  <  ج: ص:  >  >>