للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنَّ النعل إذا كانت غير مدبوغة، وظفر بها الكلب أكلها.

وقوله: ليس بتوأم، يريد أنه لم يزاحمه أخ في بطن أمّه فيكون ضعيف الخلقة، والتوأم كجعفر: الَّذي يكون مع آخر في بطن أمّه، فنفى عنه ذلك ووصفه بكمال الخلق وتمام القوة، وقد بالغ في وصفه بالشدَّة والقوَّة بامتداد قوته، وعظم أعضائه، وتمام غذائه عند إرضاعه إذ كان غير توأم. وقوله: بمهند، وهو السيف الهندي، وصافي الحديدة: مجلوّ صقيل، والمخذم، بكسر الميم وبمعجمتين: القاطع، من خذمه، أي: قطعه.

وقوله: لمَّا رآني قد نزلت ... الخ، النواجذ، : آخر الأضراس، ومعنى أبدي نواجذه، أي: كلح غيظًا عليَّ، ويقال: بل كلح كراهة للطعن، وقيل: المعنى لمّا رآني قاصدًا له، كلح وكشر أسنانه، فصار كأنه متبسم. يقول: لما نزلت عن فرسي أريد قتله كشر عن أسنانه غير متبسم، أي: لفرط كلوحه من كراهية الموت تقلصت شفتاه أسنانه.

وقوله: عهدي به، أي: مشاهدتي له وقد خضب بدنه، فكأمه قد خضب بالعظلم- كزبرج- وهو شجر يتخذ منه الوسمة، وقيل؛ إنه الكتم، وإنما شبّه الدم به لما انعقد وضرب إلى السواد، ومدّ النهار: ارتفاعه، والبنان: الأصابع هنا مجازًا، وروى بدله: "اللبان" بفتح اللام، هو الصدر، يقول: رأيته طول النّهار وامتداده بعد قتلي إياه وجفوف الدم عليه، كأنَّ بنانه أوصده مخضوب بهذا النَّبت.

والمعلَّقة تسميها العرب المذهبة، بصيغة اسم المفعول، من الإذهاب أو التذهيب، وهما بمعنى التمويه والتطلية بالذهب، ومعنى المعلقة قد تقدَّم في الإنشاد الرابع من أوَّل الكتاب.

وعنترة العبسي قال ابن قتيبة في كتاب "الشعراء": هو ابن شداد بن عمرو بن

<<  <  ج: ص:  >  >>