الثاني إلى الزوال، والمساء: من الزوال إلى نصف الليل، قال ابن السّيد: يقال: وعم يعم، كوعد يعد، وذهب قوم إلى أن يعم محذوف من ينعم، وأجازوا عم صباحًا، بفتح العين وكسرها، كما يقال: انعم صباحًا، بفتح العين، وانعم بكسرها. وزعموا أن بعض العرب أنشد: ألا عم صباحًا .. البيت، بفتح العين، وحكى يونس أن أبا عمرو بن العلاء سئل عن قول عنترة:
وعمي صباحًا دار عبلة واسلمي
فقال: هو من نعم المطر: إذا كثر، ونعم البحر: إذا كثر زبده، كأنه يدعو لها بالسقيا وكثرة الخير، وقال الأصمعى والفرّاء: إنما هو دعاء بالنعيم والأهل، وهو المعروف، وما حكاه يونس نادر وغريب. انتهى. ولم يذكر صاحب "الصحاح" مادة (وعم) قال: وقولهم "عم صباحًا" كأنه محذوف من نعم ينعم بالكسر. وزعم ابن مالك في "التسهيل" أنّ عم فعل أمر غير متصرف، قال أبو حيان: ليس الأمر كما زعم، بل هو فعل متصرف، فقد حكى يونس: وعمت الدّار أعم، قلت لها: انعمي، قال الأصبعي: عم في كلام العرب أكثرهم من أنعم، وقد روى الجواليقي:"ألا انعم صباحًا"، "وهل ينعمن" في الموضعين وقال: دعا له بالنعيم، ونعم الشيء نعومة: صار ناعما لينًا، من باب كرم وحذر وحسب. ويقال أيضًا: أنعم صباحك، من النّعومة، وصباحًا: ظرف، أو تمييز محول عن الفاعل، والطلل: ما شخص من آثار الدار، والرسم: الأثر، والبالي: من بلي الثوب، من باب تعب، بلى بالكسر والقصر، وبلاء بالمد والفتح: أخلق، أو من بلي الميّت: إذا أفتته الأرض. وقوله: وهل يعمن، استفهام إنكاري، رجع عن الدعاء منكرًا على نفسه، واستشهد به المنصنف في "شرح الألفية" على أن "من" تستعمل في غير العقلاء، والعصر بضمتين: لغة في العصر وهو الدهر. والخالي: الماضي، وروى العسكري بيتًا بينهما، وهو:
وهل يعمن إلاَّ سعيد مخلَّد ... قليل الهموم ما يبيت بأوجال