وعُشوة وعَشوة، بالحركات الثلاث، والعشواه بمنزلة الظلماء، ويقال: هو في عشواء من أمره. انتهى. وقال الأزهري: وذكر ابن السّكيت عن أبي عبيدة وابن الأهرابي أنهما قالا: يقال: أوطأته عَشوًة وعِشوًة وعُشوًة، والمعنى فيه أنه أنّه حمله على أن يركب أمرًا غير مستنين الرشد، فربما كان فيه عطبه، وأصله من عشواء اللَّيل وعشوته، مثل ظلماء اللَّيل وظلمته، وأما العشاء فهو أول ظلام اللَّيل. انتهى. وقال الاسترابادي في "شرح الفصيح": قوله: أوطأتني عشوة، والعامة تقول: عشوة بالفتح، قال ابن الأعرابي وأبو عبيدة: هي لغة، وكذلك العشوة، بالضم، ومعناها: الظلمة، أي: خدعتني وغررتني وأدخلتني ظلمة لا أهتدي إليها، والعامة تخطئ من وجه آخر، تقول: أوطيتني، وهذا غلط، وربما قالوا: أعطيتني عشوة، وهذا لا يجوز، والعشوة: الظلمة، ومنه العشا في العين، والعشا: وقت الإظلام. انتهى. وقال أبو سهل الهروي أيضًا في "شرح فصيح ثعلب" أي: جعلتني أطأ ما لا أراه، أي: أوقعتني في أمر ملتبس، وغررتني حتى اغتررت. انتهى. فعشوة: ظرف، وناصه أوطأت. وقوله: فأنت ابن عبد الله، أول سابق، أنت: مبتدأ، وأول خبره، وابن عبد الله منادى، وحرف النداء محذوف. وقوله: ولولا الذي قد خفت بضم التاء، وقوله: لألفيت، بالبناء المعلوم، وفتح التاء، أي: لوجدتني.
وكان خالد القسري واليًا على العراق من قبل هشام بن عبد الملك، وعزله في سنة عشرين ومائة من الهجرة، وقتله أشر قتلة في المحرم سنة ست وعشرين، وكانت أم خالد نصرانية رومية، استلبها أبوه فأولدها خالدًا ولم تسلم، وبى ما خالد بيعة، فذّمه الناس على ذلك.
وقال الفرزدق:
ألا قطع الرَّحمن ظهر مطية ... أتتنا تهادى من دمشق بخالد