والبيا من قصيدة لعدي بن الرقاع العاملي، مدح بها الوليد بن عبد الملك بن مروان ومطلعها:
ألمم على طلل عفا متقادم ... بين الذؤيب وبين غيب النّاعم
لولا الحياء وأنَّ رأسي قد عثا ... فيه المشيب لزرت أم القاسم
وكأنها وسط النِّساء أعارها ... عينيه أحور من جآذر عاسم
وسنان أقصده النُّعاس فرنقت ... في عينه سنة وليس بنائم
وهذا المقدار أورده صاحب "الأغاني" في ترجمة عدي، وأورد الشريف الأبيات الثلاثة الأخيرة في باب النسيب من "حماسته" وبعده:
يصطاد يقظان الرِّجال حديثها ... وتطير لذَّتها بروح النَّائم
وإذا هي ابتسمت بدا متشتت ... عذب تروع به فؤاد الحالم
ومن الضَّلالة بعد ما ذهب الصِّبا ... نظري إلى حور العيوم نواعم
يذعرن من صلع الرِّجال وشيبهم ... ويمقن شيمة كل أهيف عارم
أعرضن حين فقدن غرب بطالتي ... ونسين حسن خلائقي وتمائمي
فاقطع بقيَّة وصلهنَّ بأينق ... خوص يسجن بركبهن سواهم
وبعد أن وصف الإبل بأبيات قال:
ولقد لجأت من الوليد إلى امرئ ... حسبي وليس من اصطفاه بنادم
للحمد فيه مذاهب ما تنتهي ... ومكارم يعلون كل مكارم
ومهاب الملك العزيز ونائل ... بنضي الجواد وأنت نكل الظَّالم
وإذا قضى فصل الفيض الكثير فواضلًا ... نفحات أيام له ومقاوم
الجامع الحلم الأصيل وسؤد دًا ... غمرًا يعاش به وحكمة حازم
والواهب الفتيات أمثال الدُّمى ... متسحبات خلال أسود فاحم