للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: لا كالّتي في هواء الجو .. البيت، هو من شواهد الرّضي وسيبويه، شرحناه في الشاهد السادس والستين بعد المائتين. قال الأعلم: الشاهد فيه: رفع "مطلوب" حملًا على موضع الكاف، لأنها في تأويل مثل، وموضعها رفع، وهو بمنزلة: لا كزيد رجل، ولو نصبت حملًا على اللفظ وعلى التمييز لجاز. انتهى. ونقل ابن السراج في "الأصول" عن سيبويه أنَّ اسم "لا" في مثل هذا محذوف، والكاف حرف كأنه قال: ولا شيء كهذا، والمعنى: لا شيء كهذه العقاب الطالبة، ولا شيء كهذا الذئب المطلوب في قطع المسافة بالسرعة. قال ابن رشيق في "العمدة": هذا البيت عند دعبل أشعر بيت قالته العرب، وبه قدمه على الشعراء.

وقوله: كالبرق والرّيح .. الخ، يقول: إنَّ العقاب والذئب مرّهما وسرعتهما كالبرق والريح، والتغبيب: الفتور والتقصير، يقال: غبّب فلان في الحاجة تغبيبًا: إذا لم يبالغ فيها، وهو من الغبّ، بالغين المعجمة والباء الموحدة.

وقوله: فأدركته .. الخ، انسل: انفلت، والدفّ، بفتح الدال وتشديد الفاء: الجنب، يغني: أفلت الذئب من العقاب ونجا، لكن نقبت جنبه. وترجمة امرئ القيس تقدمت في الإنشاء الرابع من أول الكتاب.

قال ابن حبيب في "شرح ديوان امرئ القيس" يقال: إنَّ هذه القصيدة لرجل من الأنصار، وهي بشعره أشبه. وصرَّح ابن يسعون في "شرح شواهد إيضاح أبي علي" باسمه، وقال: الصحيح أنَّ هذا البيت من قصيدة لعمران بن إبراهيم الأنصاري، وأنشد بعده:

إذا تبصَّرها الراؤون مقبلة ... لاحت لهم غرَّة منها وتجبيب

رفاقها ضرمٌ وجريها خذم ... ولحمها زيم والبطن مقبوب

<<  <  ج: ص:  >  >>