لا كالَّتي في هواء الحوِّ طالبةً ... ولا كهذا الَّذي في الأرض مطلوب
كالبرق والرِّيح مر منهما عجب ... ما في اجتهاد عن الإسراع تغبيب
فأدركته فنالته مخالبها ... فانسلَّ من تحتها والدَّف منقوب
وقوله: كأنها .. الخ، أي: كأنَّ الفرس حين عرقت، فالماء عرقها، واختلفت، أي: استقت ماء، يريد: كأنها استقت ماء من شدة عرقها، أو معناه: ترددت جاءت وذهبت، فإنَّ الاختلاف أحد معانيه التردد، جاءت وذهبت، فإنَّ الاختلاف أحد معانيه التردد، وصقعاء: خبر كأنها، شبّه الفرس بالعقاب الصقعاء، وهي التي في وسط رأسها صقعة، أي: بياض، ولاح: ظهر، والسرحة: شجرة، وقيل: موضع، يقول: كانت العقاب واقفة تبصر صيدًا، فلاح لها الذئب.
وقوله: فأبصرت شخصه .. الخ، المرقبة، بالفتح: الموضع العالي الذي يرقب فيه العدوّ. وموقع العقاب: الموضع الذي هي واقفة عليه، والشناخيب: رؤوس الجبال، أي: بين موقعها من الذئب وبينه رؤوس جبال عالية.
وقوله: فأقبلت نحوه .. الخ، أي: نحو الذئب، وكسر الطائر: إذا صف جناحيه، والتصويب: الانصباب.
وقوله: صبّت عليه، أي: سلِّطت العقاب على الذئب، والأمم، بفتحتين القرب، يقال: أخذته من أمم، والأشقين: جمع أشقى. وهذا المصراع من إرسال المثل. وقوله: بُتّت عراها .. الخ، شبّه هويّ العقاب بسرعة هويّ الدلو الممتلئة إذا انقطع حبلها، وبُتت: قُطعت من البتّ، وهو القطع. والعرى: جمع عروة، والوذم، بفتح الواو والذال المعجة: السيور التي بين آذان الدلو وأطراف العراقي، وهي العيدان المصلبة، تشد من أسفل الدلو إلى قدر ذراع أو ذراعين من حبل الدلو مما يلي الدّلو، فإن انقطع حبلها تعلقت بالوذم، والتكريب: شد الكرب –بفتحتين- وهو الحبل الذي يشد في وسط العراقي، ثمَّ يثني، ثمَّ يثلث، ليكون هو الذي يلي الماء، فلا يعفن الحبل الكبير.