وقال سيبويه: وقد يجوز النّصب في الواجب في اضطرار الشّعر، ونصبه في الاضطرار من حيث انتصب في غير الواجب، وذلك لأنَّك تجعل "أن" العاملة، فمما نصب في الشعر اضطرارًا قول الشاعر:
سأترك منزلي لبني تميمٍ ... وألحق بالحجاز فاستريحا
وقال الأعشى، وأنشدناه يونس:
ثمَّت لا يجزوني عند ذاكم ... ولكن سيجزيني الإله فيعقبا
وهو ضعيف في الكلام، وقال طرفة:
لنا هضبة لا ينزل الذُّلُّ وسطها ... ويأوي إليها المستجير فيعصما
انتهى. قال السيرافي: وأمّا قراءة عبد الله بن عامر اليحصبي {وإذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون}[البقرة/ ١١٧] فضعيفة؛ لأنَّه لا منصوب قبله فيعطف عليه، وإنما نصب مثله في ضرورة الشعر، لأنَّه موجب، وما قبله موجب، وهو مثل: