للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التسهيل": وإذا حدث فيها، أي: في "كما" معنى التعليل، ووليها مضارع نصبته، لشبهها بـ "كي" كقول الشاعر: وطرفك إمّا جئتنا .. البيت. وزعم الفارسي أن الأصل: كيما، فحذفت الياء، وهذا تكلّف لا دليل عليه ولا حاجة إليه. انتهى. قال أبو حيّان في "شرحه" بعد أن نقله: كان ينبغي أن يقول: ووليها مضارع نصبته على قلة، كما قال في المتن: "وربّما" وكأنه اكتفى بتقييده في المتن. وقوله: "زعم الفارسي": هذا الذي ذهب إليه الفارسي مذهب الكوفيين، زعموا أنَّ "كما تغدِّي" من قوله:

كما تغدِّي القوم من شوائه

في موضع بـ "كيما"، وكما محذوفة من كيما، وسكّنوا ياء تغدي ضرورة، واستدلوا بقوله: كما يحسبوا، يريد: كيما يحسبوا، ولذلك حذف النون. وقوله: وهذا تكلف .. الخ، ليس كما ذكر، بل هو تأويل عليه دليل، وإليه حاجة، وذلك أنّه لم يثبت النصب بكما في موضع خلاف هذا المختلف فيه، فيحمل هذا عليه، والنّصب ثابت بكيما، والعلّة في كيما أصل، وفي كاف التشبيه المكفوفة بـ "ما" ليس أصلًا، ولذلك وقع الخلاف في: "انتظر كما آتيك" بين الخليل والقرّاء، فالأولى أن يعتقد أصلها كيما، لظهور التعليل فيها، ولثبوت النصب بكيما. انتهى.

وجزم ابن عصفور في كتاب "الضرائر" أنَّ أصلها كيما، قال: فحذفت الياء من كي ضرورة، ونسب ابن جنّي هذا التخريج في "إعراب الحماسة" للكسائي لا لشيخه أبي علي، قال في آخر "الحماسة" عند قول الشاعر:

أنخ فاصطبغ قرصًا إذا اعتادك الهوى ... بزيت كما يكفيك فقد الحبائب

يحكي الكوفيون أنَّ كما من حروف النصب للفعل، وينشدون:

إذا جئت فامنح طرف عينك غيرنا ... كما يحسبوا أنَّ الهوى حيث تنظر

<<  <  ج: ص:  >  >>