للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا شيء لا يثبته أصحابنا. وقال الكسائي فيما أظنّ: إنَّ أصله: كيما، فحذفت الياء. انتهى. أقول: وكذا نسبه ثعلب للكسائي قال في "أماليه":

وطرفك إما جئتنا فاحفظنَّه ... كما يحسبوا أنَّ الهوى حيث تصرف

زعم أصحابنا أنَّ كما تنصب، فإذا حيل بينهما رفعت، كقوله:

اسمع حديثًا كما يومًا تحدِّثه ... عن ظهر غيبٍ إذا ما سائلٌ سألا

وغيرهم يقول: "كما" ترفع، قال هشام: أفعل كما يفعلون، قال: يزعم البصريون أنها لا تعمل كما تعمل كي، قال: وأصحابنا يقولون: كما كـ "كي"، قال الكسائي: مثل ذلك: أتينك كي فينا ترغب، وأنشد:

قلت لشيبان ادن من لقائه ... كما تغدِّي القوم من شوائه

قال: إذا لم تكن بمعنى كي، تكون بمعنى الجزاء، كما قمت قمت. وقال: "كما تكون تشبيهًا، وتكون جزاء، كما قمت قعدت، والتشبيه: قمت كما قمت، وتكون بمعنى كيما وكيلا. انتهى.

فعلم أنَّ ما نسب إلىلفارسي هو مذهب الكسائي، وأنَّ شرط نصب المضارع عندهم أن تتصل به، فلو فصلت عنه لم تنصبه، بل يكون مرفوعًا.

وتكلّم على هذه المسألة أبو البركات عبد الرّحمن بن الأنباري في كتابه "الإنصاف في مسائل الخلاف" قال: ذهب الكوفيون إلى أنَّ "كما" تأتي بمعنى "كيما" وينصبون بها ما بعدها، ولا يمنعون جواز الرفع، واستحسنه أبو العباس المبرد من

<<  <  ج: ص:  >  >>