للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أراد: كيما أخافه، إلَّا أنّه أدخل اللَّام توكيدًا، ولهذا المعنى كان الفعل منصوبًا، فهذه الأبيات تدل على صحة ما ذهبنا إليه.

وأمّا البصريّون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا: إنه لا يجوز النّصب بها؛ لأنَّ الكاف في "كما" كاف التشبيه أدخلت عليها ما، وجعلا بمنزلة حرف واحد، كما أدخلت "ما" على ربّ، وجعلا بمنزلة حرف واحد، ويليها الفعل كرّبما. وكما أنهم لا ينصبون الفعل بعد رَّبما، فكذلك ههنا.

وأمّا الجواب عن كلمات الكوفيين: أمّا البيت الأوَّل فلا حجة لهم فيه؛ لأنه روي: "كما أخفّرها" بالرفع، لأن المعنى: جاءت كما أجيئها، وكذلك رواه القرّاء من أصحابكم، واختار الرّفع، وهي الرواية الصحيحة. وأمّا البيت الثاني فلا حجّة فيه أيضًا؛ لأنَّ الرواية: "لكي يحسبوا" وأمّا البيت الثالث فلا حُجّة لهم فيه أيضًا؛ لأنَّ الرواية فيه بالتوحيد:

لا تظلم الناس كما لا تظلم

كالرواية الأخرى:

لا تشتم النّاس كما لا تشتم

وأما البيت الرّابع فليس فيه أيضًا حجّة؛ لأنَّ الرواة اتفقوا على أنَّا الرواية: "كما يومًا تحدثه" بالرّلإع، كقول أبي النّجم:

قلت لشيبان ادن من لقائه ... كما تغدي القوم من شوائه

وكقول الآخر: أنخ فاصطبغ قرصًا .. البيت. ولم يروه أحد: "كما يومًا تحدثه" بالنّصب إلَّا المفضل الضبي وحده، فإنه كان يرويه منصوبًا، وإجماع الرواة من نحاة البصرة والكوفة على خلافة، والمخالف له أقوم منه بعلم العربية.

وأما البيت الخامس ففيه تكلف، والأظهر فيه:

يقلِّب عينيه لكيما أخافه

<<  <  ج: ص:  >  >>