للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينصبن فيوقد عليهن، لأنَّ هذه قد انتقل أهلها عنها وبقيت لا توقد عليها، إلَّا أنّها مسودات ومعها رمادُها لم يتغير، فصارت بذلك مشبهة لما يوقد عليه منها. والضمير في "يؤثفين" راجع إلى ما على المعنى قال: وهذا أحسن من أن تجعل ما مصدرية، فيكون التقدير: كإثفاثهنَّ، وقد يشبه العين بالمعنى، فيحتاج إلى تأويل في اللفظ وحذف مضاف، وعلى جعل ما موصولة اسميّة لا تقدير فيه ولا حذف. انتهى.

والشعر من قصيدة لحطام المجاشعي وقبله:

حيّ ديار الحي بين الشَّهبين ... وطلحة الدَّوم وقد تعفيَّن

لم يبق من آي بها تحلَّين ... غير حطامٍ ورمادٍ كنفين

وغير نؤي وحجاجي نؤيين وغير ودٍ جاذلٍ أو دَّين

وصاليات ككما يؤثفين

ومنها:

ومهمهين قذفين مرتين ... ظهراهما مثل ظهور الترسين

جبتهما بالنَّعت لا بالنَّعتين ... على مطار القلب سامي العينين

قوله: حي، فعل أمر من التحية، والحيّ: القبيلة، والشبهان: موضع، وكذا طلحة الدوم، والنون في تعفّين ضمير ديار الحي، وتعفى: بمعنى عفا اللازم، يقال: عفا المنزل يعفو عفوًا وعفوًّا، وعفاء بالمد والفتح: إذا درس وذهبت آثاره، والآي: جمع آية، وهي العلامة، والتحلية: الوصف، يقال: حليت الرجل تحليةً، إذا وصفته. يقول: لم يبق من علامات حلولهم في ديارهم تحليها وتصفها غير ما ذكر. ومن: زائدة، وآي: فاعل. لم يبق، وغير: منصوب على الاستثناء: وجملة "تحلين" صفة لآي، وبها متعلق به، والحطام بضم المهملة: ما تكسر من الحطب، والمراد به دقّ الشجر الذي قطعوه فظللوا به الخيام، ورماد:

<<  <  ج: ص:  >  >>