مضاف إلى كنفين، أي: رماد من جانبي الموضع، ولو روي بالتنوين لم يكن خطًا. وكنف، بفتح الكاف وسكون النون: النّاحية والجانب، وأصله بفتح النون، وقيل: هو هنا بكسر الكاف، بمعنى الوعاء الذي يجعل الرّاعي فيه أداته. والنُّؤي، بضم النون وسكون الهمزة: حفيرة حول الخباء لئلا يدخله ماء المطر، ويؤخذ ترابها ويجعل حاجزًا للبيت، فجعل ذلك الحاجز كحجاج العين، وهو بكسر المهملة وفتحها وبعدها جيمان، وهو العظم الذي ينبت عليه الحاجب. والجاذل: بالجيم والذّال المعجمة: المنتصب، جذل جذولًا: انتصب وثبت، والوَدّ: الوتد، وصاليات: أراد بها الأثافي لأنها صليت بالنار، أي احترقت حتى اسودت، وهي معطوفة على حطام، أي: وغير أثافي صاليات. وروي بدلها:"وغير سفع" جمع أسفع، أراد بها الأثافي أيضًا، لأنها قد سفعتها النار، أي: سودتها وغيرت لونها، وروي أيضًا:"وماثلات" أي: منتصبات، والأثافي: جمع أثفية، وهي الأحجار الثلاثة التي ينصب عليها القدر، و"ما" في قوله: ككما، قال أبو علي في "التذكرة القصرية": يجوز أن تكون مصدرية، كأنه قال مثل الإثفاء، ويجوز أن تكون موصولة بمعنى الّذي، كقوله:
فإنَّ الَّذي حانت بفلجٍ دماؤهم
انتهى. وأوضح ابن السيّد في "شرح أدب الكاتب" الوجه الأول، وقال:"ما" مع الفعل بتقدير المصدر، كأنه قال: كمثل إثفائها، أي: أنها على حالها حين أثفيت. والكافان لا يتعلقان بشيء، فإنَّ الأولى زائدة، والثانية اسم، ولو سقطت الأولى وجب أن تكون الثانية متعلقة بمحذوف صفة لمصدر مقدّر محمول على معنى الصّاليات؛ لأنها نابت مناب مثفيات، فكأنه قال: ومثفيات إثفاء مثل إثفائها حين نصبت للقدر، ولا بدَّ من هذا التقدير ليصحّ اللفظ والمعنى.