رأى ما قد فعلت به موالٍ ... فقد غمرت صدورهم وداؤوا
فكيف بهم فإن أحسنت قالوا ... أسأت وإن غفرت لهم أساؤوا
فلا وأبيك لا يلفى لما بي ... ولا للما بهم أبدًا شفاء
وهذا آخر القصيدة. قوله: رجال صدق سعوا، أي: تعاطوا أخذ الصدقة، والساعي: من ولي شيئًا على قوم، وأكثر ما يقال ذلك في ولاة الصدقة، والانزواء: التقبض، وتفادي من كذا: إذا تحاماه وانزوى عنه، وقوله: ألمَّا، الهمزة للاستفهام التوبيخي، ولمَّا بمعنى حين، عاملها ثنيت، وأبت: رجعت، وبرح: زال، ولا خيت، بالخاء المعجمة: مالأتَ وساعدتَ.
وقوله: وقد يغني الحبيب، أي: يصير غنيًا، ولا تُرخي المغانم والعطاء مودته والصحابة: الأصحاب، والحذاء، بالكسر: النعل، أراد: كما صنع مثل الحذاء مطابقًا له، والَّصف: بفتح النون، وسكون الصاد: الإنصاف، والبواء، بفتح الموحدة: السواء.
وقوله: لددتهم .. الخ، اللدود بفتح اللام: ما يصبُّ من الأدوية في أحد شقّي الفم، ولددته لدًّا: صببت فيه صبًّا، ومحبّة: رماه، وثنوا: عطفوا ومالوا، وقاؤوا بالقاف: أي: أخرجوه بالقئ.
وصحفه العيني تصحيفًا فاحشًا فقال: قوله: وفاؤوا: خبر مبتدأ محذوف، أي: وهم فاؤوا، والجملة حاليًا. هذا كلامه، ولا يكاد يقضى منه العجب. وقوله: إذا مولى .. الخ، المولى هنا: ابن العم، ورهبت الله فيه، أي: خفت الله في جانبه. وغمرت: من الغمر، بكسر الغين المعجمة، وهو الحقد، وداؤوا، أي: مرضوا، يقال: داء الرّجل يداءُ داء، إذا أصابه المرض.