للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في كثير من هذه المواضع في تقدير الانفعال، ولذلك قلت: مررت برجلٍ ضارب أخيه زيدٌ، هذا هو الظّاهر، وإن شئت رفعت كاهله بمضمر دلَّ عليه أملاه، أي: امتلاء من التي كاهله، ولا يجوز أن ترفع أملاه بالابتداءوخبره كاهله، والجملة حال، لأنه يصير المعنى حينئذ أنه ضرب قرمًا أكثره شحمًا كاهله، وليس هذا الغرض، وإنما الغرض تفضيله على سائر البرك، لا يفضّل كاهله على سائر جسمه.

وقوله: بقوم بدل من خيره، غير أنه أعاد الجار. انتهى. والمصعب: الفحل الكريم الذي لا يبتذل في العوارض بل يُقصر على الفحلة، وقال الخليل: هو الذي لم يركب قطّ، ولم يمسّه حبلٌ. وقوله: كان فحلها، اسم كان ضمير البرك، أي: كان هذا القرم فحل هذه البرك، والقرم من الإبل: الَّذي يكرم للفحلة، والقرَى، بفتح القاف والراء: الظهر، ولم يعد: لم يتجاوز أن شقّض، أي: خرج، والبازل: آخر ما ينبت من أسنان الإبل، يريد أنّه فتيّ.

وقوله: فحزّ وظيف القرم: الحزّ: القطع، والوظيف: ما بين الرسغ والسّاق، وقوله: وذاك عقال لا يُنشَّط عاقله، أي: لا يجعله أنشوطة، يقال: نشطت العقال: إذا شددته، وأنشطته: إذا حللته.

قال أبو تمام: هذا الشعر للنميري، وقيل: لرجل من باهلة. وقال السّيوطي: أخرجه ابن أبي الدنيا وابن عساكر مسندًا أبي حاتم الطّائي، لكن ليس في البيت شاهد، وهذا الشعر أشبه بشعر حاتم الطائي، والله أعلم. وتقدَّمت ترجمة حاتم في الإنشاد الثامن والتسعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>