للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنون، فهو صفة لمصدر محذوف، ثمَّ قال: وما به جنون، يكابد أمرًا يطلب الخلاص منه، وليس له طريق للخلاص إلَّا على ذلك الوجه، وأثقبت النَّار: أوقدتها حتى سطعت ولاحت، وإنما أخرج كلبه لينبحه فيستدل بنبحه إليه. وقوله: وهو في البيت داخله، قال ابن جنّي في "إعراب الحماسة": الظرف الذي هو في البيت خبر المبتدأ، وقوله: داخله بدل من الظرف، حتى كأنه قال: وهو داخل البيت، وليس بحسن أن يكون الظرف لغوًا؛ لأنه كان يكون متعلقًا بداخل، وداخل هذا قد تعدَّى في المعنى إلى الظرف؛ لأنَّ الهاء ضمير البيت. وهي في المعنى ظرف، ألا ترى أن أصله داخل فيه؟ ولا يجوز أن يعمل فعل واحد في ظرفين من جنس واحد. انتهى المراد منه.

والجمّ: الكثير، والبلابل: الأحزان. وقوله: وقمت إلى برك هجان .. الخ، البرك بفتح الموحدة: الإبل الباركة، وهو اسم جمع، ولهذا أعاد إليه الضير تارةً مذكرًا وتارة مؤنثًا. وناقة هجان، وإبل هجان أيضًا: بيض كرام، وأعدُّه: أهيئة. قال التبريزي: ووجبة الحقّ: وقوعه، والباء من أبيض متعلق بقمت. واللَّام متلّق بأعدّه، وجملة "أعده" صفة لبرك، كما أنّ جملة "أنا فاعله" صفة لحق. انتهى.

والأبيض: السيّف، وخطّت: أثّرت، والنّعل: حديدة في أسفل غمد السيّف، ولم تخطل: لم تضطرب، وحمالة السّيف: سيره ونجاده، يريد أنه لم يكن أطول منه وفاعل جال: ضمير البرك، وقليلًا، أي: جولانًا قليلًا، أو زمنًا قليلًا، واتقاني: استقبلني، والتي: السِّمن، مصدر نوت الناقة، أي: سمنت. والكاهل: مقدم السنام.

قال ابن جني: الهاء في خيره وأملاه ضمير البرك، وارتفع كاهله بـ "أملاه"، وعملت أفعل هذه في المظهر فرفعته، وهي في ذلك أمثل حالًا منها إذا اتصلت بها "من" في نحو "افعل منك" وذلك أنَّ "من تباعدها بما تكسبها من التخصيص من الفعل والإضافة

<<  <  ج: ص:  >  >>