والعامل في "إذا" ما في كأنَّ من معنى الفعل، وتشوَّف: تطلَّع والمراد نصب الأذن للاستماع، والألف سواء كان ألف إطلاق، أو ضمير المثنى، كان يجب معه إلحاق تاء التأنيث، لأنَّ الفعل يجب تأنيثه إذا أسند إلى ضمير المؤنث، مجازيًا كان أو حقيقيًا. والأذن مؤنث مجازي سماعًا، فهذا خطأ آخر لم أر من ذكره. والقادمة: إحدى قوادم الطير، وهي مقامُ ريشه، وفي كل جناح عشر ريشات، والقلم: آله الكتابة، والمحرّف: المقطوط لا على جهة الاستواء، بل يكون الشِّق الوحشي أطول من الشِّق الإنسيّ، وهذا المعنى أصله لعدي بن زيد العبادي وهو قوله:
يخرجن من مستطير النَّقع داميةً ... كأنَّ آذانها أطراف أقلام
والعمانيّ: من مخضرمي الدولتين، عاش مائة وثلاثين سنة، قال ابن قتيبة في كتاب "الشعراء": العماني الفقيمي: هو محمد بن ذؤيب، ولم يكن من أهل عمان؛ ولكن نظر إليه دكين الراجز فقال: من هذا العمانيّ؟ وذلك أنه كان مصفرًا مطحلًا، وكذلك أهل عمان، قال الشّاعر:
ومن يسكن البحرين يعظم طحاله ... ويغبط بما في بطنه وهو جائع
ودخل على الرشيد لينشده، وعليه قلنسوة وخفّ ساذج، فقال: إيّاك أن تدخل إليَّ إلَّا وعليك خفّان دلقمان، وعمامة عظيمة الكور، فدخل عليه وقد تزيّا بزيّ الأعراب، فأنشده وقبّل يده، وقال: يا أمير المؤمنين! قد والله أنشدت مروان، ورأيت وجهه، وقبلت يده وأخذت جائزته، ثمَّ يزيد بن الوليد وإبراهيم بن الوليد، ثمَّ السفاح، ثمَّ المهدي، كلّ هؤلاء رأيت وجوههم، وقبلت أيديهم، وأخذتُ جوائزهم، لا والله ما رأيت فيهم يا أمير المؤمنين، أندي كفًّا، ولا أبهى منظرًا، ولا أحسن وجهًا منكّ! فأجزل له الرشيد الجائزة، وأضعفها له على كلامه، وأقبل عليه فبسطه، حتى تمنى جميع من حضر أنه قام ذلك المقام. انتهى.