أبو عمر: وولدها، يزعمون أنها كانت سبيّة من سبايا العرب، فولدت لثور بن أبي حارثة أربعة نفر، وهم: رباب، وحجناء، والأشهب، وسويط، وكانوا من أشد إخوة في العرب لسانًا ويدًا ومنعة للجانب، فكثرت أموالهم في الإسلام، وكان أبوهم ثور ابتاع رميلة في الجاهلية، وولدتهم في الجاهلية، فعزّوا عِزًّا عظيمًا، حتى إذا كانوا وردوا ماء من ماء الصمَّان، حظروا على النَّاس ما يريدونه منه. وكان لرميلة قطيفة حمراء، فكانوا يأخذون الهدب من تلك القطيفة. فيلقونه على الماء، أي: قد سبقنا إلى هذا، فلا يرده أحدٌ لعزّهم، فيأخذون من الماء ما يحتاجون إليه.
وفي كتاب "الشعراء المنسوبين إلى أمّهاتهم" للحلوانيّ: كان الأشهب يهاجي الفرزدق، ولقيه يومًا عند باب عثمان بن عفّان، وهو يريد أن يجوز نهر أمّ عبد الله على قنطرة، فاحتبسه الفرزدق عليها، وكان الفرزدق على فرسٍ، فقال الأشهب:
يا عجبًا هل يركب القين الفرس ... وعرق القين على الحيل نجس
والقين لا يصلح إلا ما جلس ... بالكلبتين والعلاة والقبس
ثم إنَّ غالبًا لما بلغه ما قال الأشهب أتاه ليلًا فتعوذ منه، وقال: أتشتمنا من غير إحنّة؛ فأمسك عنا. فقال الأشهب: هلَّا كان هذا نهارًا؟ ويقال: كان الأشهب يهجو غالبًا أبا الفرزدق، فقال الفرزدق: ربما بكيت من الجزع، أنَّ الأشهب كان يهجونا، فأريد أن أجيبه فلا يتأتّى لي الشعر، ثمَّ فتح الله علي فهجوته فغلبته، فسقط بعد ذلك. انتهى.
وأمّا حريث بن محفِّض، فهون شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأمويّة، وحريث، بضمّ الحاء، وفتح الراء المهملتين، وآخره ثاء مثلثة، ومحفِّض، بضم الميم وفتح الحاء المهملة، وكسر الفاء المشدَّدة، وآخره ضاد معجمة. وقد