عوجي علينا ربَّة الهودج ... إنَّك إن لا تفعلي تحرجي
أيسر ما قال محبٌّ لدى ... بين حبيبٍ قوله عرَّجي
يفض إليه حاجةً أو يقل ... هل لي مما بي من مخرج
من حيِّكم بنتم ولم ينصرم ... وجد فؤادي الهائم المنضج
فما استطاعت غير أن أومأت ... بطرف عيني شادن أدعج
تذود بالبرد لها عبرةً ... جاءت بها العين ولم تنشج
مخافة الواشين أن يفطنوا ... بشأنها والكاشح والمزعج
أقول لمّا فاتني منهم ... ما كنت من وصلهم أرتجي
إني أُتيحت لي يمانيَّةٌ ... إحدى بنى الحارث من مذحج
نمكث حولًا كاملًا كلَّه ... لا نلتقي إلَّا على منهج
الحجُّ إن حجَّت وماذا منيِّ ... وأهله إن هي لم تحجج
هذا ما أورده. وأنشد المبرد في "الكامل" البيت الأوَّل مع الأبيات الثلاثة الأخيرة.
قوله: عوجي علينا .. الخ، هو أمر من عاج يعوج: إذا عطف رأس البعير بالزمام، وربة: صاحبة، منادى، وتحرجي، أي: تقعي في الحرج، وهو الإثم، وأيسر: مبتدأ خبره: "قوله". والبين: الانفصال والفراق، وعرّجي: أمر من عرّج تعريجًا، إذا ميَّل دابته ووقف. ويُفض: مجزوم في جواب الأمر، التقدير: إن تعرجي يفض، وهو من الإفضاء إلى الشيء، وهو الوصول إليه. وقوله: من حيكم بنّم، أي: من قبيلتكم بعدتم، وتذود: تدفع، والعبرة، بالفتح: الدمعة، وتنشج، بكسر الشين: مضارع نشج الباكي –بفتحها- نشيجًا ونشجًا: إذا غصّ البكاء في حلقة عند الفزعة. قاله الأزهري عن الليث. وأتيحت: قدرت، من