للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتاحه الله له، أي: هيأه وقدره، وبنو الحارث بن كعب من مذحج بفتح الميم وسكون الذّال المعجمة وكسر الحاء –من قبائل اليمن، والمنهج: الطريق، يقول: بعد هذا المكث الطويل لا نلتقي في خلوة وإنما نتلاقى في الطريق. وقوله: الحجّ إن حجّت، يقول: الحج الكامل إن حجت، وماذا: أي شيء؟ وأهله بالرفع، يقول: إن لم تحج هذه المرأة فليس الحج حجًّا معتدًا به.

وقيل له العرجي لأنّه كان يسكهن عرج الطائف، وقيل: لمال كان له بالعرج، بفتح العين المهملة وسكون الراء، قال صاحب "الأغاني": وكان من شعراء قريش، وممن اشتهر بالغزل ونحا نحو عمر ابن أبي ربيعة في ذلك، وتشبه به وأجاد، وكان مشغولًا باللهو والصيد حريصًا عليهما، ولم يكن له نباهة في أهله. وكان من الفرسان المعدودين مع مسلمة بن عبد الملك بأرض الروم، ومات في حبس محمّد بن هشام ابن إسماعيل المخزومي، وهو خال هشام بن عبد الملك، وكان واليًا بمكة بعد ضرب كثير، وتشهير في الأسواق؛ لأنه شبَّب بأمّه ليفضحه، لا لمحبة كانت بينه وبينها. وقال في حبسه قصيدته التي منها:

كأني لم أكن فيهم وسيطًا ... ولم تك نسبتي في آل عمرو

أضاعوني وأيَّ فتّى أضاعوا ... ليوم كريهةٍ وسداد ثغر

قال السيوطي: وأخرج البيهقي وابن عساكر عن إبراهيم بن عامر قال: واعد العرجيُّ امرأةً بغيًّا بالطائف، فجاء على حمار ومعه غلام له، فجاءت المرأةُ على أتانٍ معها جارية، فوثب العرجي على المرأة، والغلام على الجارية، والحمار على الأتان، فقال العرجي: هذا يوم غابت عواذله! انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>