للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إضافة المصدر إلى الموصوف، وضمير "عنه" للرسول صلى الله عليه وسلم. قال الواحدي: يقال: طريق قصد وقاصد: إذا أدركك إلى مطلبك، و"لما" الأولى نافية بمعنى لم، والقصد: استقامة الطريق، وثاب الناس: اجتمعوا، والتكرم إظهار الكرم. انتهى كلامه. ورواية الجماعة: "فلمّا تبيَّنّا" من تبينت الشيء، بمعنى عرفته واستوضحته، ويأتي لازمًا، يقال: تبيَّن الشيء: إذا ظهر ووضح. قال السيوطي: قال المرزباني في "تاريخ النحاة": قال يونس: ما صح عندنا، ولا بلغنا أنّ عليّ بن أبي طالب قال شعرًا إلا هذين البيتين:

تلكم قريشٌ تمنَّتني لتقتلني ... فلا وربِّك ما برُّوا وما ظهروا

فإن هلكت فرهنٌ ذمَّتي لهم ... بذات ودقين لا يعفو لها أثر

انتهى. وقال صاحب "القاموس" في مادة (ودق): وذات ودقين: الدّاهية، لأنها ذات وجهين، ومنه قول علي بن أبي طالب:

تلكم قريشٌ تمنّاني لتقتلني ... .. إلى آخر البيتين.

قال المازني: لم يصح أنه تكلم بشيء من الشعر غير هذين البيتين، وصوبه الزمخشري. انتهى.

وأنا أعجب من إنكار هؤلاء نسبة سائر أشعاره الكثيرة إليه الثابتة له بنقل العلماء المتقنين، ومما نسب إليه ما رواه مسلم في "صحيحه" قوله لمرحب ملك حيبر:

أنا الَّذي سمَّتني أمي حيدرة ... كليث غاباتٍ كريه المنظره

وهو رجز مشهور. قال ثعلب في "أماليه": لم يختلف الرواة أنَّ هذا الرجز له، وقد أثبت له الحفّاظ من أصحاب السير والمغازي شعرًا كثيرًا له، ومنهم ابن إسحاق، أثبت له الشعر المتقدِّم وغيره ممّا قاله في المغازي، ومنهم عبد الملك بن هشام، أثبت له في السِّيرة غير ما أثبته ابن إسحاق، ومنهم الإمام الحافظ المتقن أبو التفح اليعمري

<<  <  ج: ص:  >  >>