للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشهير بابن سيّد النّاس، أورد له في "السيرة" شيئًا كثيرًا في غالب الغزوات، فممّا أورد له في غزوة الخندق عند قتله عمرو بن عبد ودّ قوله:

نصر الحجارة من سفاهة رأيه ... ونصرت دين محمَّد بضراب

فصددت حين رأيته متجدِّلًا ... كالجذع بين دكادكٍ وروابي

وعففت عن أثوابه ولو انَّني ... كنت المقطَّر بزني أثوابي

لا تحسبنَّ الله خاذل دينه ... ونبيِّه يا معشر الأحزاب

وروى له بعد هذا من رواية أخرى جوابًا لقول ذلك اللَّعين:

لا تعجلنَّ فقد أتا ... ك مجيب صوتك غير عاجز

ذو نيَّةٍ وبصيرةٍ ... والصدق منجي كلِّ فائز

إنِّي لأرجو أن أقيم ... عليك نائحة الجنائز

من ضربةٍ نجلاء ... يبقى ذكرها عند الهزاهز

وقد أورد الحسن بن رشيق القيرواني في أول كتاب "عمدة الشعر" أشعار الخلفاء الأربعة فمن بعدهم، فمما أورده لعلي بن أبي طالب ما قاله يوم صفين، يذكر همدان ونصرهم إيّاه:

ولمّا رأيت الخيل ترجم بالقنا ... نوصيُّها حمر النحور دوامي

وأعرض نقعٌ في السَّماء كأنَّه ... عجاجة دجنٍ ملبسٍ بغمام

ونادى ابن هندٍ في الكلاع وحمير ... وكندة في لخمٍ وحيّ جذام

تيمَّمت همدان الذين هم هم ... إذا ناب دهرٌ جنَّتي وسهامي

فخاضوا لظاها واستطاروا شرارها ... وكانوا لدى الهيجا كشرب مدام

فلو كنت بوابًا على باب جنَّةٍ ... لقلت لهمدان ادخلوا بسلام

وأشعاره التي رواها العلماء في بطون الدفاتر كثيرة، حتى جمعت في ديوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>