للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشرحها من أفاضل العجم: العلامة الحكيم حسين الميبديُّ باللغة الفارسيّة. فشعره رضي الله عنه، ممّا نقله أرباب الحديث، وأصحاب السيّر، وسائر العلماء، وأودعوه في مصنفاتهم، ونقله خلف عن سلف، ورواه أولو النَّباهة والشرف، فإنكاره مكابرة، ودفعه مهاترة، يلزم منه تكذيب هؤلاء المتقنين الفحول، والطعن فيما رووه من النقول، وهذا غير لائق بذوي العقول، والله أعلم بالصواب. وقد أثبت السيوطي شعرًا كثيرًا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب في ترجمته من "تاريخ الخلفاء" قال: أخرج ابن ع ساكر عن الشعبي قال: كان أبو بكر يقول الشعر، وكان عمر يقول الشعر، وكان علي أشعر الثلاثة. وأخرج عن نبيط الأشجعي قال: قال علي بن أبي طالب:

إذا اشتملت على اليأس القلوب ... وضاق بما به الصدر الرحيب

وأوطنت المكاره واطمأنَّت ... وأرست في أماكنها الخطوب

ولم ير لانكشاف الضّرِّ وجهٌ ... ولا أغنى بحيلته الأريب

أتاك على قنوطٍ منك غوثٌ ... يجيء به القريب المستجيب

وكلّث الحادثات إذا تناهت ... فموصولٌ بها الفرج القريب

وأخرج عن الشعبي قال: قال علي بن أبي طالب لرجل، وكره له صحبة رجل:

لا تصحب أخا الجهل ... فإيّاك وإيّاك

فكم من جاهل أردى ... حليمًا حين آخاه

يقاس المرء بالمرء ... إذا ما هو ما شاه

وللشيء من الشيء ... مقاييسٌ وأشباه

وللقلب على القلب ... دليلٌ حين تلقاه

وأخرج عن حمزة بن حبيب الزيات قال: كان علي بن أبي طالب يقول:

لا تفش سرَّك إلَّا إليك ... فإنَّ لكلِّ نصيحٍ نصيحًا

فإنِّي رأيت غواة الرِّجا ... ل لا يدعون أديمًا صحيحًا

<<  <  ج: ص:  >  >>