للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو الأبلق الفرد الذي سار ذكره ... يعز على من رامه ويطول

وإنا أناس لا نرى القتل سبةً ... إذا ما رأته عامر وسلول

يقصر حب الموت آجالنا لما ... وتكرهه آجالهم فتطول

وما مات منا سيِّد حتف أنفه ... ولا طل منا حيث كان قتيل

تسيل على حد الظباة نفوسنا ... وليست على غير الظباة تسيل

صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا ... إناث أطابت حملنا وفحول

علونا إلى خير الظهور وحطّنا ... لوقت إلى خير البطون نزول

فنحن كماء المزن مافي نصابنا ... كهام ولا، فينا يعد بخيل

وننكر إن شئنا على الناس قولهم ... ولا ينكرون القول حين نقول

إذا سيِّد منّا خلا قام سيِّد ... قؤول لما قال الكرام فعلو

وما أخمدن نار لنادون طارق ... ولا ذمَّنا في النازلين نزيل

وأيامنا مشهورة في عدوِّنا ... لها غرر معدومة وحجول

وأسيافنا في كلِّ شرق ومغرب ... بها من قراع الدَّارعين فلول

معوَّدة أن لا تسلَّ نصالها ... فتغمد حتى يستباح قتيل

سلي إن جهلت النّاس عنّا وعنهم ... وليس سواءً عالم وجهول

فإنَّ بني الدَّيّان قطب لقومهم ... تدور رحاهم حولهم وتجول

قوله: إذا المرء لم يدنس، هو من باب فرح، والدنس: الوسخ، قال التبريزي: يقول: إذا المرء لم يتدنس باكتساب اللؤم واعتياده، فأيّ ملبس يلبسه بعد ذلك كان جميلًا. وذكر الرداء هنا مستعار. وقد قيل: رداه الله رداء عمله، فجعل كناية عن مكافأة العبد بما يعمله، كما جعله هذا [الشاعر] كناية عن الفعل نفسه، وتحقيقه: فأي عمل عمله بعد تجنب اللؤم كان حسنًا، واللؤم: اسم لخصال تجتمع وهي: البخل، واختيار ما تنفيه المروءة، والصبر على الدنية، وأصله من الالتئام وهو الاجتماع. وكذلك الكرم اسم لخصال تضاد خصال اللؤم.

<<  <  ج: ص:  >  >>