للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: وإن هو لم يحمل .. الخ، أي: لم يصبّرها على مكارهها، وأصل الضيّم: العدول عن الحق، يقال: ضامه ضيمًا، إذا عدل به عم طريق النَّصفة.

وقوله: تعيّرنا أنّا قليل .. الخ، يقال: عيّرته كذا، وهو المختار، وقد جاء: عيرته بكذا، يقول: أنكرت منّا قلة عددنا فعدَّته عارًا، فأجبتها: إنَّ الكرام يقلون. واعترف بقلة العدد لا بقلة القدر، ألا تراه جاء بالنفس في البيت الذي يليه، فقال:

وما قل من كانت بقاياه مثلنا.

وقوله: إنَّ الكرام قليل، يشتمل على معان كثيرة، وهي ولوع الدهر بهم واعتيام الموت إيّاهم، واستقتالهم في الدفع، عن أحسابهم، وكلّ هذه تقلّل العدد. وشباب: مصدر في الأصل وصف به، فلذلك لا يثنَّى ولا يجمع، والكهل الذي وخطه الشيب. وقوله: وما ضرنا، يجوز أن يكون "ما" حرف نفي، والمعنى: لم يضرّ بنا، ويجوز أن يكون اسمًا مستفهمًا به على طريق التقرير، والمعنى: أي شيء، والواو من قوله: "وجارنا عزيز" واو الحال، وكذلك واو "وجار الأكثرين" وإنما صلح الجمع بين الحالين لأنهما لذاتين مختلفين، ولو كانت لذات واحد لم يصلح.

وقوله: لنا جبل، يريد به العزّ والسّمو، أي: من دخل في جوارنا امتنع على طلابه. قوله: وإنّا أناس ما نرى القتل سبّة، كان وجه الكلام أن يقول: ما يرون القتل سبّة، لكن لما علم أنَّ المراد بأناس هم، قال: ما نرى، وأقطع منه

أنا الَّذي سمّتني أمّي حيدره

والوجه: سمّته [حتى لا تعرى الصلة من ضمير الموصول]. وقوله: ما نرى، أي: ما نجعل ذلك مذهبًا، وعامر: هو ابن صعصعة، وسلول: بنو مرة بن صعصعة، أخي عامر بن صعصعة غلبت عليهم أمهم سلول بنت ذهل بن شيبان. وهذا من أحسن ما ورد في الاستطراد من مدح إلى ذمّ. قال ابن جني في "إعراب الحماسة":

<<  <  ج: ص:  >  >>