للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التخريجات، وقد نصّ عليه ابن بري في "شرح أبيات الإيضاح" للفارسي عند شرح قول الشاعر:

هما إبلان فيهما ما علمتم

قال: ومثل ذلك، أي: مثل إبلان، قول بعض العرب: "وأصلح بين القومين" وقال الرزدق:

وكل رفيقي كلّ رحل وإن هما .. البيت

والمصنف لشدَّة شغفه بالغرائب لخصّ كلامه منه، ولم يلحظ آخر كلامه.

وقول المصنف "قوله: كل رحل، كل هذه زائد" هذا من زيادته على أبي علي، وأقول: حكمه بزيادة "كلّ" مبنيّ على تفسير الرحل بالسفر، وليس كذلك، بل المراد إمّا ما قاله الصّاغاني من أنَّ الرحل للبعير أصغر من القتب، وهو من مراكب الرجال دون النساء، وإمّا ما قاله صاحب "المصباح" من أنَّ رحل الشخص: مأواه في الحضر، ثمَّ أطلق على أمتعة المسافر؛ لأنها هناك مأواه. انتهى. والبدوي لا يكون مأواه في الحضر إلَّا إذا كان مسافرًا؛ لأنَّ دار إقامته البادية. وقد ردَّ الدماميني على المصنف بحمل الرحل على هذا، فقال: لا نسلم زيادتها، فإنَّ العموم الرحل مراد، كما أنه كذلك في الرفيقين، أي: أنَّ كل رفيقين لكل رحل هذا شأنهما، ولو كانت الثانية زائدة لم يحصل العموم في الرحل وهو مطلوب. انتهى. ولم يصب الشمني كالمصنف بقوله: لو لم تكن زائدة لكانت للعموم، وقد أضيف الرفيقان إليها، فيعتذر رفقتهما بعمومها، فيصير المعنى: كل مترافقين في كلّ فرد من أفراد السّفر هما أخوان، وليس ذلك لعدم تناوله المترافقين في سفر واحد أو أكثر، بل ليس بمفيد لعدم تحقيق المترافقين في جميع الأسفار هذا كلامه.

والبيت من قصيدة للفرزدق، قال الحرماني: كانت الفرزدق خرج في نفر من

<<  <  ج: ص:  >  >>