يقال: متن خظا، ومتنة خظاة. وقوله:"كما أكبّ على ساعديه النمر" أراد: كأنَّ فوق متنها نمرًا باركًا لكثرة لحم المتن. انتهى.
ورأيت قولًا ثالثًا نسبة جماعة إلى المبرد، ولا أجزم بصدقه، وهو أن يكون خظاتا مثنى حذفت نونه للإضافة إلى "كما" بضم الكاف، على أنه ضمير تثنية وقع مضافًا إليه، وهذا خلاف الرواية، فإنها بفتح الكاف، وهي حرف تشبيه، وما مصدريّة.
قال ياقوت الحموي في ترجمة أبي العباس أحمد بن يحيى النحوي الشهير بثعلب من كتاب "معجم الأدباء" قال أبو العباس: دخلت على محمّد بن عبد الله بن طاهر، فإذا عنده المبرد وجماعته من أصحابه وكتابه، وكان محمّد بن عيسى وصفني له، فلما قعدت قال لي محمد بن عبد الله: ما تقول في قول امرئ القيس:
لها متنان خظاتا كما .. البيت؟
فقلت: أمّا غريب البيت، فإنه يقال: لحم خظا بظا: إذا كان صلبًا مكتنزًا، ووصف فرسًا. وقوله: أكبّ على ساعديه النمر، أي: في صلابة ساعد النمر إذا اعتمد على يده، والمتن: الطريقة الممتدة من عن يمين الصلب وشماله. وما فيه من العربية أنه خظتا، فلما تحركت التاء أعاد الألف من أجل الحركة والفتحة. قال: فأقبل بوجهه على محمد بن يزيد، فقال له: أعزَّك الله، إنما أراد في خظاتا الإضافة، أضاف خظاتا إلى كما. قال [ثعلب]: فقلت له: ما قال هذا أحد! قال محمد بن يزيد: بلى سيبويه يقوله، [فقال ثعلب]: فقلت لمحمد بن عبد الله: لا والله ما قال هذا سيبويه، وهذا كتابه فليحضر. ثم أقبلت على محمد بن عبد الله وقلت: ما حاجتنا إلى كتاب سيبويه؟ أيقال: مررت بالزيدين ظريفي عمرو، فيضاف نعت الشيء إلى غيره؟ فقال محمّد لصحة طبعه: لا والله ما يقال هذا، ونظر إلى محمد بن يزيد، فأمسك ولم يقل شيئًا، وقمت ونهض المجلس. قال عبد الله الفقير: لا أدري لم