لا يجز هذا، وما أظن أحدًا ينكر قول القائل: رأيت الفرسين مركوبي زيد، ولا: الغلامين عبدي عمرو، ولا: الثوبين درّاعتي زيد، مثله: مررت بالزيدين ظريفي عمرو، فيكون مضافًا إلى عمرو، وهو صفة لزيد، وهذا ظاهر لكل متأمل. هذا آخر كلام ياقوت.
وكذا نقل هذه الحكاية أبو الحسن علي بن محمّد الملقب علم الديّن السخاوي في كتاب "سفر السّعادة" ولم يعقبها بما أعقبه ياقوت من صحة الوصف في المثال. ونقلها السيوطي أيضًا في "الأشباه والنظائر" عن "طبقات [النحويين] " لأبي بكر الزيدي عن أبي عمر الزاهد غلام ثعلب وفي آخرها: قال الزبيدي: القول ما قال المبرد، وإنما سكت لما رأى من بله القوم، وقلة معرفتهم، وقوله: مررت بالزيدين ظريفي عمرو، جائز جدًا. انتهى. وأقول: صحة هذا المثال ونحوه لا شبهة فيه، لكن الكلام في بيت امرئ القيس كان ينبغي الاستناد فيه إلى الرواية، ولم نر من قال إنه روي بضم الكاف، والله أعلم. على أنَّ معنى الإضافة ركيك، سواء فتحت الكاف أو ضممتها، فليتأمل.
والبيت من قصيدة له يأتي مطلعها في بحث "لا" وبيت آخر منها يأتي في الباب الرابع، وبيت آخر في وصف فرسه من جملة أبيات فيها في آخر الباب الرّابع إن شاء الله نشرحها هناك مع البيت الشاهد هنا. وضمير "لها" راجع للفرس. وترجمة امرئ القيس تقدمت في الإنشاد الرابع. وكون هذه القصيدة لامرئ القيس هو الصحيح عند المفضل وأبي عمرو الشيباني وغيرهما. وزعم أبو عمرو بن العلاء والأصمعي وأبو حاتم أنها لرجل من النمر بن قاسط، يقال له ربيعة بن جشم النمري، والله أعلم.