فيه الرائمة [ذات] البوّ، والحائل، والمتبع، قال: فكان قيس بن ذريح بنظر إلى شرف من ذلك القطيع، وينظر إلى ما يلقين فيتعجّب، فقلما لبث حتى عزم عليه أبوه بطلاق لبنى، فكاد يموت، ثمَّ آلى أبوه ليخلعنَّ قيسًا، فظعنت فقال:
أيا كبدي طارت صدوعًا نوافذًا ... ويا حسرتي ماذا تغلغل في القلب
فأقسم ما عمش العيون شوارف ... روائم بوّ حائمات على سقب
يشمّمنه لو يستطعن ارتشفنه ... إذا سفنه يزددن نكبًا على نكب
رممن فما تنحاش منهن شارف ... وحالفن حبسًا في المحول وفي الجدب
بأوجد مني يوم ولّت حمولها ... وقد طلعت أولى الرِّكاب من النَّقب
وكل ملمّات الدّهور وجدتها ... سوى فرقة الأحباب هيّنة الخطب
انتهى. وأورد ثعلب في أوّل الجزء السادس من "أماليه" هذه الحكاية والأبيات، وزاد بيتين آخرين بعد البيت الأخير.
وقيس بن ذريح، بفتح الذّال المعجمة والراء والحاء مهملتان، وينتهي نسبه إلى كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، قال صاحب "الأغاني": وقيس أمّه بنت شبّة بن الكاهل بن عمرو الخزاعي، وهو رضيع الحسين بن علي بن أبي طالب، عليهما السّلام، أرضعته أمّ قيس، وكان منزل قومه في ظاهر المدينة، وكان هو وأبوه من حاضرة المدينة، ومرّ قيس يومًا لبعض حاجته بخيام بني كعب بن خزاعة والحي خلوف، فوقف على خيمة لبنى بنت الحباب الكعبية، فاستقى ماء فسقته،