للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نقدر الموصوف كما ذكرناه، وقدرناه: على كلّ ناقة ضامر، ولا شك أن المراد الجمع بالقرينة التي ذكرناها قبل وبعد، ونجن لا نمنع استعمال "كلّ" في الجمع مجازًا، وإنما كلامنا في أصل الوضع على أنا لا نسلم المذكور، إلاَّ إن ورد في لسان العرب ما يشهد له، وقد قال الشاعر:

من كلّ كوماء كثيرات الوبر

وهو مثل قوله: الدرهم البيض، ثم هذه الأمثلة كلّها في الصفة، ولم يسمع في الخبر: كل رجل قائمون، فإن ألحق بالصّفة فبالقياس لا بالسّماع، ولو سمع لكنّا نقول: إنّ لها معنيين، أحدهما: كلّ فرد، والثاني: المجموع، فيفرد باعتبار الأول، ويجمع باعتبار الثاني، لكن ذلك لم يسمع. إلى هنا كلام السبكي، وهو تحقيق حقيق بالقبول.

والبيت من معلقة عنترة وقبله:

وكأنّ فأرة تاجر بقسيمة ... سبقت عوارضها إليك من الفم

أو روضة أنفًا تضمّن نبتها ... غيث قليل الدّمن ليس بمعلم

جادت عليها كل عين ثرّة .. البيت

مدح محبوبته عبلة بطيب النكهة، فشبّه رائحة فمها برائحة المسك، أو برائحة روضة جادها السحاب. والفأرة بالفاء، قال الدينوري في "كتاب النبات": الفأر: جمع فأرة، وهي فأر المسك، وهي نوافجه التي يكون المسك فيها، شبّهت بالفأر وليست بفأر، إنما هي سرر ظباء المسك، وهي مهموزة، وكذلك الفأر كلّه مهموز. انتهى. وقال الزوزني في "شرح المعلقات" أراد بالتّاجر العطّار، وسميت

<<  <  ج: ص:  >  >>