ونار: خبر كانه، وبعلياء: متعلّق بأوقدت، بالبناء للمفعول، وكذلك بثقوب متعلق به، إلاَّ إنَّ الباء الأولى بمعنى في، والثانية للملابسة، وعلياء، بالفتح والمد: اسم موضع من العلوّ، والثقوب، كالوقود وزنًا ومعنى، وهو اسم ما تثقب به النّار، أي: توقد، والقوارع: الدواهي، جمع قارعة، واللبّ، بالضم: العقل، ومؤتيك: معطيك من آتاه، بالمد، أي: أعطاه، ونصحه: مفعوله الثاني، وحذف المفعول الأول من الثاني.
وأبو الأسود الدؤلي: اسمه ظالم بن عمرو بن سفيإنَّ، الدؤلي، بضمّ الدال وفتح الهمزة، وهو تابعي أسلم في حيّا ة النبيّ، صلى الله عليه وسلم، وولي قضا، البصرة، وكان ممّن قاتل مع علي يوم الجمل، وكان من وجوه شيعته، ومن أكملهم رأيًا وعقلًا، وتوفي في الطاعون الجارف سنة تسع وستين وله خمس وثمَّإنَّون سنة. قال الجاحظ: أبو الأسود معدود في طبقات من الناس، فيها كلّها مقدم ومأثور عنه الفضل في جميعها، كان معدودًا في التابعين والفقهاء، والمحدثين والشعراء والأشراف، والفرسان والأمراء، والدهاة والنحويين، والحاضرين الجواب، والشيعة والبخلاء. وهو واضع علم النحو بتعليم أمير المؤمنين علي، رضي الله عنه، قال صاحب كتاب "التفسح في متثور اللغة ومنظومها": ولما نظر علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إنَّ الطبائع قد اختلَّت بملابسة العجم، وإلى إلاَّلسن قد بدأت في طرقات السقم، ألقى إلى أبي الأسود حرّوفًا من العربية، يطارح بهنّ الحسن والحسين، فكانت كأعظم النعم والمنن، فتفسح فيها واتّسع، ونفع بها وإنَّتفع، وبإنَّ بها زيغ أهل البدع. ثمَّ أخذه أبي الأسود يحيّى بن يعمر، وبعده ابن أبي إسحاق، فأنتفع بعلمها أهل العراق، لمدافعتهم من لبَّس تأويل القراءن بالنفاق، وبثَّ أغاليطه في الأفاق. وكان يحيّى بن يعمر عدوانيًا، وابن أبي إسحاق حضرميًا، وكانا بموضع من الأعراب والفصاحة والبيان، فهما نشرا معالم العربية، فبرع فيها أبو عمرو بن العلاء، والجليل