الظروف، ولا يجب تعلقه بفعل أمر، ولو قدر للقرينة لا يجوز جزم مضارع في جوابه، لأنه غير مذكور، وهذا هو الباعث على اعتبار مكانك اسم فعل لا ظرفًا، وبه يرد على الدماميني في قوله: لا مانع من جعله ظرفًا للمقدر، وليس هنا ضرورة إلى كونه اسم فعل. انتهى. والمراد بالضرورة في قوله: المقتضى والباعث، لا الوقوع في الشعر كما فهمه ابن وحيّي وقال: هذا منه عجيب، فإن مكانك من مشاهير أسماء الأفعال، وقال ابن مالك في "التسهيل": منها ظروف، كمكانك بمعنى: اثبت، فأين الضرورة التي ادعاها؟ مع أنَّ فيه مندوحة عن ارتكاب المقدر. انتهى. وتحمدي بالبناء للمفعول، ومعناه: ممدوحة بالثبات، أو تستريحيّ بالموت من الدنيا. وقوله لأكسبها .. الخ، هذا تعليل لقوله: قولي، والفعل يجوز أنَّ يكون ثلاثيًا متعديًا إلى مفعولين، فانه يقال: كسبت زيدًا مالًا، أي: أنلته، وأنَّ يكون رباعيًا، قال ثعلب: كلّهم يقول: كسبك فلان خيرًا، إلاَّ ابن الأعرابي فإنه يقول: أكسبك بالألف، والمفعول الأول، ضمير النفس، ومآثر: المفعول الثاني، جمع مأثرة، بضمّ المثلثة، وهي المنقبة والمكرمة، من أثرت الحديث من باب قتل: إذا نقلته، وحديث مأثور: منقول، وسميت المكرمة مأثرة لأنها تنقل ويتحدث بها، وصالحات: صفة مآثر، وبعده بالضم، أي: بعد ذلك. وقوله: بذي شطب، هو السيف، وشطب، بضم ففتح: جمع شطبة، بالضمّ، وهي طرائق السيف من جوهره. وقوله: صاف، أي: مجلوّ، ونفس، بالجرّ، معطوف على ذي شطب، وتقرّ: مضارع قرّ على كذا: إذا استقرّ عليه وتمكن فيه.
وعمرو بن الإطنابة: شاعر فارس خزرجي جاهلي، قال ابن الكلّبي في "جمهرة إلأنَّساب": هو عمرو بن عامر بن زيد مّناة بن مالك الأغرّ بن ثعلبة، شاعر، وهو ابن الإطنابة نسب إلى أمّه، وهي من بلقين. انتهى. والإطنابة بكسر الهمزة،