النوقلي حدثني إبراهيم بن يزيد الخشاب قال: كان ابن معاوية صديقًا للحسين بن عبد الله المذكور، وكانا يرميان بالزندقة، فقال الناس، إنَّما تصافيا على ذلك، ثمَّ دخل بينهما شيء فتهاجرا، فقال ابن معاوية فيه: إنَّ حسينًا كان شيئًا ملففًا .. الأبيات، وله في الحسين أعار كلّها معاتبات. انتهى كلّام صاحب ((الأغاني)).
وقال الذهبي في ((تاريخ الإسلام)): كان عبد الله جوادًا ممدحًا شاعرًا من رجال العلم وأبناء الدنيا، خرج بالكوفة وجمع خلقًا، ونزع الطّاعة، وجرت له أمور يطول شرحها، ثمَّ لحق بأصبهان، وغلب على تلك الديار، ثمَّ ظفر به أبو مسلم الخرساني، وقتل في سنة أربع وثلاثين ومائة، وقد ذكره أبو محمّد ابن حزم في ((الملل والنحل)) فقال: كان رديّ الدّين، معطّلًا مستصحبًا للدهرية، ذهب بعض الكيسانية إلى انه حيّ لم يمت، وانه بجبل أصبهان، ولابدَّ له أن يظهر. انتهى.
والبيت الأخير وهو قوله:
كلانَّا غنيّ عن أخيه حيّاته
وقع في عدَّة أشعار لشعراء، فقد جاء في قصيدة للأبيرد الريّاحيّ، وهو شاعر بدوي فصيح إسلامي في أول شعراء الدولة إلاَّموية ليس بمكثر، ولا ممن وفد إلى الخلفاء، هجا بها حارثه بن بدر الغداني أولها:
ألا ليت حظَّي من غدائه انها ... تكون كفافًا لا عليَّ ولا ليا
وجاء في شعر لحارثة بن بدر المذكور بعاتب به أخاه وهو:
وما زلت أسعى في هواك وأبتغي ... رضاك وأرجو منك ما لست لاقيا
رأيتك لا تنفك منك رغيبة ... تقصر دوني أو تحل ورائيا
إذا قلت صابتني سماؤك يامنت ... ميامنها أو ياسرت عن شماليا